وجوه الفيوم .. كنز هوارة الرائع

علاء الدين ظاهر:
في عام 1888عثر عالم الآثار الإنجليزي"سيرفلندر بتري"علي مجموعة من البورتريهات‏ تعد الأجمل والأهم والأندر بين مثيلاتها في العالم كله وذلك أثناء حفائره بالفيوم في الجبانة الرومانية بمنطقة هوارة شمال هرم الملك "أمنمحات الثالث" المعروف باسم"هرم هوارة" حيث اكتشف 146‏ بورتريها شخصيا في حالة الحفظ الجيدة ويرجع تاريخها للقرن الأول وحتى الثالث الميلادي
تجسد البورتريهات المتعارف عليها باسم"وجوه الفيوم"لوحات واقعية رسمت علي توابيت خشبية بشكل كلاسيكي لمومياوات أشخاص كانت تُرسم لهم قبل وفاتهم لتوضع مع الرفات، بديلاً عن القناع الذي كان الفراعنة يستخدمونه بغرض تعرّف الروح على المومياء في العالم الآخر، فتلصق على الوجه وتثبّت بلفائف الكتان,وعثر علي بعضها في عدة أماكن بمصر إلا أن الفيوم خاصة هوارة عثر فيها علي النسبة الأكبر منها مما جعلها تحمل هذا الاسم,وأغلبها حمل ملامح رومانية يونانية حيث كانت النسبة الأكبر من سكان الفيوم في تلك الفترة من أصول إغريقية.
ونظرا لأهمية وجمال «وجوه الفيوم» قررت وزارة الدولة لشئون الآثار إقامة متحف خاص بها يضارع في قيمته التاريخية آثار توت عنخ أمون، لما تحظى به الوجوه من أهمية سياحية عالمية كبرى لأنها أول تسجيل معروف لوجه آدمي في التاريخ كما أنها تعكس تاريخ تلك المنطقة في العصر الروماني وقيمة فن التحنيط المصري القديم، والحضارة اليونانية.

ويعد كثير من الأثريين وجوه الفيوم حلقة وصل مهمة بين التصوير قديما و في العصور الوسطى مما يجعل لها أهمية فنية وتاريخية كبيرة وفريدة فضلا عن كونها تشكل لحظة مهمة في تاريخ وتطور الرسم القديم

تعليقات