رئيس الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية:ضبطية العين السخنة الأضخم وكانت معدة للتهريب إلي الخليج

حوار أجراه/علاء الدين ظاهر
في عام 2006 ضبطت جمارك منفذ العين السخنة في السويس بالتعاون مع وحدة الآثار الموجودة بها شحنة كبيرة من الآثار الإسلامية وأثار العصر الحديث و قصور ملكية من العصر العثماني كانت معدة للتهريب للخارج
هذه الشحنة عاد الحديث عنها مرة أخري حاليا بعد سقوط نظام الرئيس السابق مبارك والحديث عن سرقة رجاله لمقتنيات أثرية كانت تحويها القصور الرئاسية خاصة زكريا عزمي الذي دارت حوله الشكوك والشبهات في أنه قد استولي علي الكثير من
محتويات ضبطية العين السخنة الأثرية بدعوي وضعها في القصور الرئاسية والباقي ذهب إلي مخزن أثار أطفيح في الجيزة مما دعا وزارة الدولة لشئون الآثار بالتعاون مع وزارة العدل إلي تشكيل لجان مشتركة لجرد القصور الرئاسية
"حسن رسمي"رئيس الإدارة المركزية للوحدات والمنافذ الأثرية بوزارة الدولة لشئون الآثار يكشف لشبكة"أهلا وسهلا"الإخبارية الكثير من الأمور والحقائق عن تلك الشحنة وطرق وألاعيب المهربين ودور الحقائب الدبلوماسية في عمليات التهريب
أكد أن مهربي الاثار لا يفكرون بالطرق التقليدية ويتفننون دائما في ابتكار طرق وأساليب جديدة للتهريب و أشار فيه أيضا الي أن الحقائب الدبلوماسية لا تعرض عليهم لفحصها رغم أنها من المحتمل أن تكون وسيلة لتهريب الاثار..الي الحوار

س – متي تم انشاء الادارة العامة للمنافذ الاثرية؟
الادارة أنشأت بالشكل الحالي وبصورة رسمية عام 2002م,قبل ذلك كانت توجد ثلاث وحدات فقط في مطار القاهرة ومطار الأقصر ومنفذ رفح البري,وقد شاهد"د-زاهي حواس "وزير الدولة لشئون الآثار الجهد المبذول في وحدة مطار القاهرة وكنت أنا رئيسها في ذلك الوقت,كانت وحدة صغيرة وخلال 10 سنوات 1992-2000" تحولت الي وحدة كبيرة مشهورة تقوم بمجهود ضخم,أر
سل لي"د-حواس" وطلب مني تعميم الفكرة علي جميع منافذ الجمهورية وأصدر قرارا بإنشاء الإدارة العامة للوحدات الأثرية التي يطلق عليها"إدارة المنافذ" وأتولى رئاستها منذ عام 2002 إلي الآن
س – كم عدد تلك الوحدات؟
53 منفذ رئيسي في المحافظات المختلفة و76 وحدة فرعية داخل القاهرة الكبري ,وهناك أماكن أخري بالمحافظات نعمل خلال الفترة القادمة علي إنشاء وحدات فيها
س – لماذا يعد مطار القاهرة الأشهر بين المنافذ جميعها؟
لأن المطار فيه أكبر حركة سفر ووصول ومغادرة وبالتالي أكبر حركة معاينات وأعلب عمليات التصدير والاستيراد تتم من قرية البضائع بالمطار,في مطار القاهرة نقوم بعمل 600 ضبطية ومعاينة مشتبه في أثريتها كل شهر بواقع 20 معاينة كل يوم , وهذا يدل علي أن حجم العمل فيه كبير جدا ويحتاج لمجهود أكبر
س – وما الفرق بين المنفذ الرئيسي والوحدة الفرعية؟
المنفذ الرئيسي مثل مطار القاهرة والاسكندرية وبور سعيد ودمياط ,أما الوحدات الفرعية ,في كل منطقة صناعية توجد وحدة جمركية لتسهيل اجراءات التصدير وتشجيع المصدرين ,ولفترة طويلة كنا غافلين عن مثل هذه الاماكن وأنها قد تكون منفذ للمهربين,وأنشأنا فيها وحدات أثرية أتت ثمارها بالفعل ,منذ3 شهور أنشأنا وحدة أثرية في منطقة بدر الصناعية وفي نقس الاسبوع الذي بدأ العمل فيها ضبطنا عملية تهريب ضخمة داخل كونتينرات لتصدير أدوات صحية اكتشفنا بداخلها 10 ألاف قطعة أثرية من العصر اليوناني
الروماني من أماكن مختلفة كانت ستهرب علي أنها أدوات صحية
س – كيف يتم اختيار المكان لانشاء المنفذ؟
نبدأ بالاماكن الرئيسية التي تتيح امكانيات المجلس لنا أن ننشئ وحدة فيها,جميع المنافذ لا بد أن يكون فيها وحدات حتي لا تكون وسيلة لتهريب الاثار للخارج, لكن المشكلة في الامكانيات,لا أقصد المادية بل البشرية خاصة أن اختيار من يعملون في المنافذ يتم اختيارهم بمواصفات خاصة ,علشا وهذا هو الجانب الاصعب بعيدا عن النواحي المادية ,أن تختار البشر
س – وماذا عن اختيار الاثريين العاملين بالمنافذ؟
الامانة أولا وحسن الخلق أنا ممكن أعلمه الاثار والكشف عنها ,أما الامانة لا تكتسب بالتعلم ولا بد أن تكون موجودة فيه بالاساس ,فهي شرط أساسي في أي أثري يعمل في ادارة المنافذ , هذا بجانب الخبرات التي اكتسبها خلال عمله بالمناطق والادارات السابقة,بعد الامانة والخبرة أعطيه دورات تدريبية في نظام العمل والادارة داخل المنافذ التي تتطلب بعض المهام الامنية حتي لا يحدث شيئا يخل بأمن المنفذ
س- هل ما يحصل عليه الاثري كافي لعدم اشتراكه في عمليات التهريب؟
شددت سابقا علي أن الشرط الاول والاساسي في اختيار الاثري هو الامانة ,ومن يمتلكها حتي لو لم يتقاضي حقه وما يكفيه,لن يفكر أبدا في بيع ضميره والاشتراك في تهريب الاثار من أجل المال وهناك وسائل كثيره من خلالها نعرف ما اذا كان هذا الانسان أ
مينا أم لا
س –ألم يحدث في مرة أن اشترك أثري في التهريب؟
أقول لك بصدق أنه قبل أن أكون رئيسا لوحدة المطار أو ادارة المنافذ,حدث أن بعض الاشخاص اشتركوا في التهريب وتم ضبطهم وحررت ضدهم محاضر,لان اختيارهم لم يكن علي أسس قوية والامانة لم تكن متوفرة فيهم,ولا أريد أن أذكر أسماء حتي لا أسئ لأحد, , الاختيار دون تدقيق خطأ كبير راعيناه في وحدة المطار والادارة عند انشائها,وأؤكد لك أنه منذ عام 1992 و حتي الان لم يثبت في الادارة عندي أن أي اثري كان له دور من قريب أو بعيد في التهريب
س – ما هي المميزات التي يحصل عليها الاثري الذي يعمل في المنفذ؟
لا توجد مميزات خاصة يخصل عليها الاثريون في المنافذ ,مثلهم كأي أثري في أي موقع,أحيانا اذا تم ضبط كميات وضبطيات كبيرة تصرف لهم مكافات ,لكننا نراعي لهم الاجازات وأوقات الراحة ومكافات العمل
س – وما هي أبرز الوسائل التي يتبعها المهربون؟
مثلما يطور اللص وسائله في السرقة,لا بد للعسكري أن يبحث عن طرق جديدة لمقاومته والتصدي لحيله,وخلال العشرين عاما الماضية حدث تطور رهيب وكبير في عمليات التهريب وضبطها,ويجب أن نعرف ان المهرب لا يضع أمامه الا مكسبه من الاث
ار وهو رهيب جدا وخيالي ,ويفوق تجارة المخدرات و الممنوعات ,وبالتالي المهرب يبتدع من وسائل التهريب ما لا نتخيله ليحقق مكاسبه ,و دورنا أن نلاحق هذه الوسائل,أحيانا يضعون علي التمثال طبقة من الشمع ثم أخري من الجبس ثم يصبون عليه ثمثالا مزيفا ليبدو وكأنه قطعة مقلدة ,هذه الطريفة نكتشفها عن طريق الاشعة,وأول ما المهرب يعلم أن هذا المكان به وحدة أثرية يبتعد عنه فورا, لدرجة أن كل وحدة أثرية جديدة ننشأها خلال الثلاث الشهور الاولي نضبط كميات رهيبة من الاثار في عمليات تهريب,وهذا يعني أن المنفذ كان يستخدم في التهريب ,ولذلك من حين لأخر نعطي الاثريين في المنافذ دورات تدريبية عن تطور وسائل تهريب الاثار ,ونحاول بكل قوة ان نغطي كل المنافذ,لن أقول ان ذلك يحث بنسبة 100% لأن هناك أشياء أكبر مني ومن المجلس الاعلي للاثار لكننا نبذل ما في وسعنا لتغطية أكبر عدد ممكن منها
س – هل توجد منافذ تشدد فيها الاجراءات أكثر من غيرها؟
تشديد الإجراءات يكون حسب حجم وطبيعة المنفذ خاصة اذا كان كبيرا وحجم الوصول والمغادرة كبير وتزيد معه فرص واحتمالات التهريب,أما عمليات ضبط الآثار الكبرى لا تحدث إلا في المنافذ والوحدات البعيدة عنا,مثلا في منفذ السخنة في السويس
ضبطنا 4 كونتينرات مساحة كل منها 40 متر مكعب كانت معدة للتهريب الي الخليج و ممتلئة جميعها بمحتويات قصور ملكية من العصر العثماني لدرجة انهم قاموا بتفكيك سلالم تلك القصور , لماذا العين السخنة؟ لانها منطقه نائية وبعيدة جدا ولم ننشئ فيها وحدة بعد, ورغم ما نقوم به الا أن أحد احتمالات نجاح التهريب اذا كانت هناك شحنات سريعة ولا تحتمل الانتظار مثل الخضروات والفواكه والادوية ,تدخل مثلا الساعة10 ليلا ويجب ان تصدر الفجر ومع كبر حجم الشحنات خاصة أن الجمارك تفحص فقط نسبة عشوائية مقدارها 10% من الشحنة طبقا للقانون ,ولكن هل تلك النسبة العشوائية ستكون فيها الاثار المهربة؟من هنا قد يتم التهريب
س – كيف يتم التعامل مع المضبوطات؟
بعد فحصها يتم عرض الاشياء التي ثبت أنها أثرية علي النيابة لانك كي تنقل ملكية شئ من شخص لاخر حتي وان كان أثار ,لابد أن تقوم بذلك النيابة التي تحيل الامر للقضاء حتي نحصل علي حكم قضائي بتسليم هذه الاشياء للمجلس الاعلي للاثار الذي يقوم بتسجيلها ووضعها في المخازن ,أما الاشياء المقلدة باتقان وتتشابه بشدة مع الاصلية ,نطلب من النيابة اعدامها في حضور لجنة لانها تمثل خطورة علي الاثار ,والمقلدات العادية الغير متقنة تسلم لصاحبها

س – ماذا عن النماذج المقلدة التي قد ينخدع بها الاثريون؟
تفريق الاثر عن غيره أصبح مسألة سهلة بالنسبة لنا’أما النماذج المقلدة لا يمكن أن تخدع الاثريين في الادارة حيث أصبح لديهم الخبرة التي تمكنهم ليس من تحديد ما اذا كان هذا أصلي أو تقليد,بل وتحديد المكان والورشة التي صنع فيها,فقد مر علينا مئات وألاف من القطع والنماذج التي حفطناها عن ظهر قلب
س – ما هي الصلاحيات التي يتمتع الاثري في المنفذ؟
كل الاثريين العاملين بالمنافذ لديهم سلطة الضبطية القضائية , داخل الميناء أو المنفذ ويحق له اذا ضبط عملية تهريب يفحص محتوياتها ويرسل تقريرا الي النيابة دون الرجوع الي الشرطة أو الجمارك ودون ذلك لن يقوم الاثري بعمله علي أكمل وجه ,وفي حال ضبطت الجمارك شيئا تسير الامور كما هو معتاد ونتابعها ختي صدور الحكم بتسليم المضبوطات للمجلس الاعلي للاثار
س – ما هو شكل التعاون مع الجمارك في ضبط المهربين؟
نقوم بتنظيم دورات تدريبة لرجال الجمارك بدأناها العام الماضي ونفكر في عملها كل 6 شهور وتعميمها في مصر كلها ,نعطيهم فكرة عامة عن تاريخ مصر والاثار و تفريقها عن الغير حقيقية والاشياء التي قد تكون أثار ولا يمكن التخيل أنها كذلك مثل السجاجيد العثماني ,أيضا الطرق والاساليب التي يتبعها المهربون وكيفية تطويرها

س – ماذا عن الحقائب الدبلوماسية؟
لا يقدر أحد أن يفتحها أو يقترب منها كما أنها لا تعرض علينا أساسا و محتمل جدا أن تهرب فيها أثار وليس لنا سلطة عليها ,وان كنت لا تضمن أن كانت كل السفارات بنفس درجة الامانة ولن تهرب الاثار في حقائبها الدبلوماسية ,حتي رجال الجمارك والشرطة ليس لها سلطة ,بدليل أننا ضبطنا ذات مرة استرالية تعمل بالسفارة في مصر ومعها مخطوطة فارسية ضمن أغراضها الشخصية واذا كانت خرجت ضمن حقيبة دبلوماسية ,لم نكن نستطيع ضبطها, وأخذت باقي أغراضها وتدخلت السفارة لانها مواطنة استرالية ورحلت
س – لماذا لم يتم حبسها؟
أنا دوري فني وينحصر في العمل الاثري,ما بعد ذلك من اجراءات تخص الشرطة والنيابة ولا علاقة لي بها ودوري لا يمتد الي ما بعد ضبط الاثار
س – ما هو الوقت الذ ي يحتاجه فحص المضبوطات؟
حسب الكمية والحجم ,في العين السخنة ضبطنا4 كونتينرات استغرقنا 12 يوما في فحصها ولجنة مكونة من 9 أفراد
س – ألا يكون طول المدة سببا في تعطيل المصالح؟
التعطيل لا يحدث الا في حالة ثبوت وجود أثار وبالتالي المهرب هنا لا حجة له عليا في مراعاة مصلحته ,وأحيانا نضبط كونتينر كله مستنسخات ولابد أن نفحصه كله لاحتمال وجود أثار أصلية وسط المقلدة
س – هل هناك أوقات معينة تنشط فيها عمليات التهريب والمهربون؟
التهريب ليس له وقت معين والمهربون لا يفكرون بالطرق التقليدية والوقت الذي لا تتوقع فيه حدوث عمليات تهريب قد يكون هو الانسب بالنسبة لهم للقيام بذلك,التهريب ليس له قاعدة ثابتة ويعتمد علي الظروف في المنفذ
س – هل عمليات التهريب تختلف حسب المنفذ؟
المهربون يتفننون في ابتكار أساليب التهريب ويطورون أنفسهم حسب طبيعة المنفذ ,الاساليب تتنوع وتتغير ولا يوجد أسلوب ثابت يسيرون عليه,ومهمتنا ضبطهم ومنعهم ,هم بأي طريقة يحاولون تهريب الاثار ونحن بكل الوسائل الممكنة نوقع بهم ,نحن نلاعب المهربين علي طريقة القط والفأر,نسد عليهم منفذ فيبحثون عن أخر,هم كالفار يأخذون الاثار بغرض تهريبها للخارج ونحن القط نطاردهم لنوقف ذلك
س – ما هي أكثر الدول التي تهرب لها الاثار داخل شحنات وكونتينرات تصدير؟
أسبانيا والخليج أكثر الدول التي يتم ضبط شحنات مصدرة اليها وتهرب بداخلها الاثار,وعادة ما يختار المهربون الدول التي لا توجد فيها أية قيود علي دخول الاثار والتعامل معها

تعليقات