حوار / علاء الدين ظاهر
في إطار العلاقات المتبادلة بين مصر والهند,قام المهندس"عبد الله غراب" وزير البترول و"أر।سواميناثان"سفير الهند بالقاهرة بوضع حجر الأساس لمشروع الشركة المصرية-الهندية للبوليستر - مشروع هندى-مصرى مشترك- فى العين السخنة بحضور كل من اللواء"محمد عبد المنعم"محافظ السويس و" أسامة صالح "رئيس الهيئة العامة للاستثمار و المناطق الحرة,وبهذه المناسبة قامت شبكة"أهلا وسهلا"بإجراء حوار مع سفير الهند بالقاهرة॥ إلي الحوار:
*حدثنا عن المشروع الجديد؟
يعد مصنع البولي ايثيلين ترفثاليت المزمع إنشائه هو الأول من نوعه فى منطقة شمال أفريقيا،وواحد من أكبر المشروعات المماثلة على مستوى الشرق الأوسط.ومن المقرر أن يبدأ فى التشغيل بنهاية ديسمبر 2012 ليعطى دفعة قوية للاقتصاد المصرى من خلال ما سيوفره من عملة أجنبية حيث أن 80% من إنتاج المشروع سوف يتم تصديره للخارج.
والمشروع سيوفر500 فرصة عمل مباشرة و غير مباشرة كما أنه سيخلق العديد من فرص العمل الأخرى فى الصناعات المرتبطة بالمشروع و فرصا كبيرة فى قطاع الخدمات مثل نقل الإنتاج الذى سيبلغ حجمه ما يقرب من مليون طن سنويا. و حيث أن رقائق بلاستيك البولي ايثيلين ترفثاليت المستخدمة فى صناعة العبوات يتم حاليا استيرادها من جانب كافة مُصنعى العبوات فى مصر، فإنه مع توافر هذه المادة الخام اللازمة لهذه الصناعة فى السوق المحلية، فإن ذلك سوف يعطى دفعة قوية لصناعة العبوات فى مصر
ويتواجد موقع المشروع فى العين السخنة- شمال غرب خليج السويس- فى المنطقة الحرة الخاصة. و سوف تتولى شركة بتروجيت الإنشاءات المدنية للمشروع. و يتكلف المشروع ما يقرب من 160 مليون دولار. و سوف تبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع 1200 طن مترى يوميا (420 ألف طن مترى سنويا) من رقائق بلاستيك البولي ايثيلين ترفثاليت الآمنة التى تدخل فى صناعة الزجاجات و العبوات الغذائية. و سوف تستخدم هذه المادة الخام من جانب مُصنعى العبوات و الزجاجات لتعبئة المياه المعدنية
و المشروبات الغازية و زيوت الطعام و المنتجات الدوائية و الشامبو و مستحضرات التجميل.
كيف تنظر إلي تاريخ العلاقات الهندية المشتركة؟
ارتبطت كل من الهند ومصر بعلاقات قوية للغاية خلال حقبة نهرو- ناصر، حيث تم توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين فى عام 1955. وكانت حركة عدم الانحياز من بين ثمار هذه الصداقة.وفى عام 1995,ومنذ الثمانينات من القرن الماضى، كانت هناك ثلاث زيارات على مستوى رئيس الوزراء من الهند إلى مصر: قام رئيس الوزراء راجيف غاندى بزيارة مصر عام 1985؛ وقام رئيس الوزراء بى.فى. ناراسيمها راو بزيارة مصر عام 1995؛ وقام رئيس الوزراء جوجرال بزيارتها عام 1997.
لقد استمر الحوار مع مصر بصورة منتظمة من خلال اجتماعات اللجنة المشتركة التي عقدت خلال أعوام (1985 و1988 و1997 و2001 و2006). وتم عقد الجولة الخامسة لاجتماعات اللجنة المشتركة التي رأسها وزيرا خارجية الهند ومصر أثناء زيارة وزير الخارجية المصرى الأسبق أبو الغيط وذلك يوم 16 ديسمبر 2006. وخلال الزيارة تم التوقيع على خمس اتفاقيات هى اتفاقية شراكة بين البلدين ومذكرة تفاهم حول الخدمات الجوية بين البلدين وخطة عمل حول التعاون في مجال الزراعة والبرنامج التنفيذي للتبادل الثقافي والبرنامج التنفيذي للتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا. تم وضع آلية للمشاورات بين وزارتى خارجية البلدين عام 1999. ومنذ ذلك الوقت، تم عقد سبعة جولات من هذه المشاورات بالتبادل بين نيودلهي والقاهرة. وقام مبعوث الهند الخاص لغرب آسيا وعملية السلام فى الشرق الأوسط السفير/ سى.آر. جاريخان بزيارة القاهرة فى فبراير وسبتمبر 2007 ثم فى أبريل 2008. وقام مساعد وزير الخارجية المصرى السفير حسين ضرار بزيارة الهند فى ديسمبر 2007.
*ماذا عن العلاقات التجارية بين البلدين؟
الهند أحد اكبر شركاء التجارة مع مصر والجدير بالذكر أن حوالي 95% من صادرات مصر إلى الهند تتألف من البترول و الغاز. أما الواردات الهندية الأخرى فتشمل فحم الكوك و القطن الخام و الفوسفات الصخري والرخام. وتتضمن أهم الصادرات الهندية لمصر كل من اللحوم المجمدة و غزل القطن والغزل الصناعي و الأرز ومحركات الديزل و التبغ و الأجهزة الكهربائية و فول الصويا والكيماويات و السيارات و قطع غيارها و السكر و الأدوية و الشاي.
وقد تم تنظيم العديد من المعارض الهندية الخاصة بالمنتجات الهندية فى القاهرة فى أبريل عام 1998 و فى سبتمبر عام 2000.وقد أعلنت وزارة التجارة الخارجية المصرية عام 2002 عام الهند بمصر.وتشارك الشركات الهندية بشكل دوري في معرض القاهرة التجاري الدولي الذي يقام سنويا. و قد شاركت 40 شركة هندية، تحت رعاية منظمة ترويج التجارة الهندية، فى معرض القاهرة الدولي الذى عقد فى مارس 2008 . خلال معرض "ماك تيك" الذي أقيم في القاهرة في نوفمبر 2006، قام مجلس ترويج الصادرات الهندسية الهندي بتخصيص جناح له حيث عرضت أكثر من مائة شركة هندية منتجاتها. كما قام مجلس ترويج صادرات منسوجات الرايون بتنظيم معرضا في القاهرة في فبراير 2007. كما قامت وفود من المجلس الهندي لترويج صادرات الكيماويات والعقاقير وأدوات التجميل (كيميكسيل) بزيارة مصر في مارس وسبتمبر و ديسمبر 2006. كما زارت وفود من مجلس ترويج الصادرات الكيماوية والمنتجات المتعلقة بها (كابيكسيل) مصر في ديسمبر 2006 و فبراير 2007. و قام وفد هندي من اتحاد غرف الصناعة و التجارة الهندية بزيارة مصر فى يونية 2007 للمشاركة فى معرض المشروعات الصغيرة و المتوسطة. و قام أيضا وفد اتحاد هيئات التصدير الهندية بزيارة مصر فى سبتمبر 2007. و قام وفد مكون من 14 عضو من المعهد الهندي للأعمال بجواهاتى بزيارة مصر فى فبراير 2008. وقامت وفود من مجلس الشاي الهندي بزيارة مصر. و قام مجلس الشاي الهندي بتنظيم لقاء أعقبه جلسة لتذوق الشاي في القاهرة في 20 مايو 2008 خلال الزيارة التى قام بها وزير الدولة الهندى للتجارة و الطاقة السيد/ جايرام راميش إلى مصر. وقد شاركت شركات هندية في معرض إيجيتكس الذي عقد في القاهرة في الفترة من 16 الى 18 نوفمبر 2008.
وقام اتحاد الصناعات الهندي وسفارة الهند بالقاهرة بتنظيم معرض "صنع في الهند" في القاهرة خلال الفترة من 20-23 نوفمبر 2007. وشاركت في فعاليات ذلك المعرض 115 شركة هندية. وتزامن مع فترة تنظيم ذلك المعرض، قيام وفد من 20 عضو من الرؤساء التنفيذيين لشركات هندية بزيارة القاهرة. والتقى الوفد خلال الزيارة بوزير المالية د/ بطرس غالى ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد/ أمين أباظة ووزير الإسكان والمجتمعات العمرانية السيد/ أحمد أمين المغربي. وعقد ممثلو الشركات الهندية مناقشات مع أعضاء الجمعية المصرية لرجال الأعمال واتحاد الصناعات المصري ومجموعة رجال الأعمال المصرية-الهندية المشتركة. وقام اتحاد الصناعات الهندي بتوقيع مذكرة تفاهم مع اتحاد الصناعات المصري لدعم التعاون بين الجانبين. كما تم عقد ندوة حول " فرص الاستثمار في الهند ومصر" خلال فعاليات ذلك المعرض.
*وما هي أبرز المشروعات المشتركة؟
تحتل الهند المرتبة الثانية عشرة على قائمة المستثمرين الأجانب في مصر حيث تمتلك حوالي 40 مشروعاً. وتأتى شركة الإسكندرية لأسود الكربون، وهو مشروع مشترك بين الشركة الهندية جراسيم إنديا المحدودة وشركة النقل والهندسة وشركة إيه.تى.سى. المصريتين، على رأس المشروعات المشتركة الناجحة بين الجانبين. كما قامت مجموعة شركات أديتا بيرلا بتأسيس مصنع جديد لألياف الأكريليك هو مصنع الإسكندرية لألياف الأكريليك باستثمارات أولية قيمتها 60 مليون دولار. ومن المشروعات الأخرى المشروع المشترك بين الشركة الآسيوية للبويات وشركة سكيب للكيماويات (التابعة لمجموعة شركات أوراسكوم). وفى أكتوبر 2004, ساهمت شركة التنمية والتمويل العقاري في إنشاء الشركة المصرية للتنمية العقارية والحصول على 10% من الأسهم العادية للشركة مع تقديمها للمساعدات الفنية والإدارية. كذلك قامت شركة إيفكو بتوقيع اتفاقية مع شركة النصر للتعدين لإنشاء مصنع لحمض الفوسفوريك فى صعيد مصر باستثمارات تزيد على 350 مليون دولار.
وتقوم مجموعة شركات أوبروي بإدارة فندق تابع لها في مصر وتنظيم رحلات سياحية نيلية بنجاح. وأسست شركة إيسل الهندية مشروعاً مشتركاً لإنتاج أنابيب معجون الأسنان لصالح شركة بروكتر وجامبل فى مصر. كما أسست شركة دابور الهندية المحدودة مصنعاً لها في مصر تملكه بالكامل ويقوم المصنع بإنتاج مستحضرات التجميل. وتقوم شركة نايلتيكس, وهي شركة هندية بنسبة 100%, بتصنيع خزانات المياه من مادة بولي فينيل كلورايد. كما تقوم شركة إم/إس أوتوتيك الهندسية, وهى أيضاً شركة هندية بنسبة 100%، بتصنيع صمامات السيارات. وتقوم شركة كيرلوسكار برازرز بتجميع محركات الديزل وطلمبات الري في مصر. أما شركة رانباكسى فتمتلك فرعاً لها فى مصر لتصنيع المستحضرات الطبية. وتقوم شركة آشوك لايلاند، بالتعاون مع الشركة الهندسية المصرية لتصنيع السيارات، بتجميع وبيع سيارات المينى باص فى مصر. وفى يناير 2008، أطلقت شركة ماهيندرا آند ماهيندرا السيارة سكوربيو فى السوق المصرية بالتعاون مع الشركة البافارية لتجارة السيارات.
وتمتلك شركة تاتا موتورز فرعاً لها فى مصر, وفى عام 2007 قامت الشركة بطرح المجموعة الكاملة للسيارات التى تنتجها فى السوق المصرية. وحصلت شركة ماريكو الهندية لإنتاج السلع الاستهلاكية على ترخيصين لإنتاج اثنين من منتجات العناية بالشعر من مجموعة ريدى المصرية. ولشركة إس.بى.أى. فرع يمثلها بالقاهرة. وفى مارس 2007، انتهت مجموعة شركات سانمار من الاستحواذ على إحدى وحدات شركة تراست المصرية للكيماويات. وأبرمت شركة بتروكيم المحدودة لجنوب آسيا اتفاقية مساهمة مع الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات لإنشاء مصنع لإنتاج الراتنجات في مصر بقيمة 250 مليون دولار أمريكي. وفي نوفمبر 2008 حصلت كيرنيكس ميكروسيستمز على عقد بقيمة 17.5 مليون دولار من سكك حديد مصر لتحديث 136 مزلقان. وفي ديسمبر 2008 حصلت شركة كيه.إي.سي. الدولية المحدودة على عقد بقيمة 135 مليون دولار من شركة نقل الكهرباء المصرية لاقامة مشروع لتصميم وامداد وانشاء خط مزدوج بطاقة 500 كيلو فولت بطول 196 كم. وتم تمويل المشروع من قبل البنك الأوروبي للاستثمار.
*العلاقات الثقافية لها نصيب كبير من اهتمام مصر والهند معا؟
نعم خاصة مركز مولانا أزاد للثقافة الهندية الذي تم انشاؤه في عام 1982 ويقوم بدعم التعاون الثقافي بين البلدين كما انه مسؤول عن تطبيق برنامج التبادل الثقافي. وقد تم تنظيم أسبوع ثقافي مصري في نيودلهي في أكتوبر 2007 كما تم عقد "أيام الثقافة الهندية" في مصر في الفترة من 10 الى 17 نوفمبر 2008. وقد تضمن المهرجان الذي استمر لمدة اسبوع عروضا لفرق موسيقية وفرق رقص هندي، ومعرض للرسم لفنانين هنود شبان، ومعرض لصور فوتوغرافية للفنان بينوي بيهل الى جانب عرض افلام هندية. وقد قام بافتتاح المهرجان د. فاروق حسنى وزير الثقافة المصري الأسبق وفي إطار برنامج التبادل الثقافي، يتم تبادل زيارات لفرق رقص و أدباء بصورة منتظمة.
وشارك الكاتب الهندي الشهير أميتاف جوش في المؤتمر السنوي لاتحاد الكتاب العرب الذي عقد في ابريل 2008. ومن بين فعاليات الاحتفال بعيد الاستقلال الذي واكب الذكرى الستين لاقامة علاقات دبلوماسية بين الهند ومصر، تم تنظيم معرض تحت عنوان : " الهند-مصر"نظرة تأملية في تاريخ العلاقات الهندية المصرية في اغسطس 2008. وبناء على طلب وزارة الثقافة المصرية، قام فريق مكون من ثلاثة أعضاء من هيئة مساحة الأثار الهندية بزيارة القاهرة في اكتوبر / نوفمبر 2008 للقيام بدراسة اولية حول ترميم قصر البارون. وقد شاركت مصر في معرض سوراجكوند للحرف في فبراير 2009 كدولة شريكة.
وقد شاركت مجموعة من كبار نجوم السينما الهندية تضم الفنان عرفان خان و الفنانة سيلينا جيتلى و المخرجة الهندية الشهيرة أبارنا سين فى مهرجان القاهرة السينما الدولى الذى أقيم خلال الفترة من 30 نوفمبر و حتى 9 ديسمبر 2010.
و من بين الأفلام الهندية التى تم عرضها خلال المهرجان الفيلم الهندى إيتى مرينالينى (خطاب غير مكتمل) للمخرجة الهندية الكبيرة أبارنا سين. و من بين الأفلام الهندية الأخرى التى تم عرضها خلال المهرجان "قصة حب" و " روايات" و "سارقى الحب" و "الطريق إلى البيت". و شارك كل من الفنان عرفان خان و الفنانة سيلينا جيتلى- اللذين كانا متواجدين خلال مهرجان القاهرة السينما الدولى العام الماضى عندما كانت الهند ضيف شرف المهرجان- كأعضاء فى لجنة التحكيم فى المهرجان هذا العام.
ومؤخرا احتفالاً بالذكرى المائة والخمسين لميلاد رابندرانات طاغور أقامت السفارة ومركز مولانا أزاد احتفالية ضخمة فى مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية قام خلالها عدد من أعضاء الجالية البنغالية فى مصر- بقيادة د/ قدسية هدى- كانوا بتقدين فقرة غنائية لبعض الأغاني من مجموعة "رابندرا سانجيت"التى قام بتأليفها و وضع ألحانها طاغور,كذلك بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية وقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية سنقيم معرضين عن طاغور الساعة السابعة مساءً يوم 5 يوليو بقاعة الباب بساحة دار الأوبرا المصرية. ويتشرف هذا الحدث بحضور كل من"د- عماد أبو غازي"وزير الثقافة و"حسام نصار" وكيل أول وزارة الثقافة للعلاقات الثقافية الخارجية ود/ أشرف رضا، رئيس قطاع الفنون التشكيلية.
المعرض الأول"طوابع عن طاغور" ويضم 20 مجموعة من الطوابع التذكارية والمواد البريدية النادرة الصادرة عن هيئات البريد فى حوالى 20 دولة أجنبية حول طاغور,والمعرض الثاني"أعمال طاغور فى أشغال الكانتا" ويضم 13 لوحة من أشغال الكانتا تصور مجموعة من القصص القصيرة والأغانى والأشعار والأعمال الدرامية الراقصة التى ألفها طاغور، وجميعها مصنوعة بأسلوب التطريز التقليدى الذى يعرف باسم "كانتا" والذى تمارسه النساء الريفيات فى البنغال الغربية بالهند وفى بنجلاديش حتى هذا اليوم। لقد اهتم طاغور اهتماماً بالغاً بالفنون التقليدية والحرف ومنها أشغال الكانتا,ويقام المعرضان تحت رعاية المجلس الهندى للعلاقات الثقافية بنيودلهى ومركز رابندرانات طاغور التابع له فى كولكاتا. ولأول مرة يقاما خارج الهند ويستمرا حتى 17 يوليو 2011 بقاعة الباب.
في إطار العلاقات المتبادلة بين مصر والهند,قام المهندس"عبد الله غراب" وزير البترول و"أر।سواميناثان"سفير الهند بالقاهرة بوضع حجر الأساس لمشروع الشركة المصرية-الهندية للبوليستر - مشروع هندى-مصرى مشترك- فى العين السخنة بحضور كل من اللواء"محمد عبد المنعم"محافظ السويس و" أسامة صالح "رئيس الهيئة العامة للاستثمار و المناطق الحرة,وبهذه المناسبة قامت شبكة"أهلا وسهلا"بإجراء حوار مع سفير الهند بالقاهرة॥ إلي الحوار:
*حدثنا عن المشروع الجديد؟
يعد مصنع البولي ايثيلين ترفثاليت المزمع إنشائه هو الأول من نوعه فى منطقة شمال أفريقيا،وواحد من أكبر المشروعات المماثلة على مستوى الشرق الأوسط.ومن المقرر أن يبدأ فى التشغيل بنهاية ديسمبر 2012 ليعطى دفعة قوية للاقتصاد المصرى من خلال ما سيوفره من عملة أجنبية حيث أن 80% من إنتاج المشروع سوف يتم تصديره للخارج.
والمشروع سيوفر500 فرصة عمل مباشرة و غير مباشرة كما أنه سيخلق العديد من فرص العمل الأخرى فى الصناعات المرتبطة بالمشروع و فرصا كبيرة فى قطاع الخدمات مثل نقل الإنتاج الذى سيبلغ حجمه ما يقرب من مليون طن سنويا. و حيث أن رقائق بلاستيك البولي ايثيلين ترفثاليت المستخدمة فى صناعة العبوات يتم حاليا استيرادها من جانب كافة مُصنعى العبوات فى مصر، فإنه مع توافر هذه المادة الخام اللازمة لهذه الصناعة فى السوق المحلية، فإن ذلك سوف يعطى دفعة قوية لصناعة العبوات فى مصر
ويتواجد موقع المشروع فى العين السخنة- شمال غرب خليج السويس- فى المنطقة الحرة الخاصة. و سوف تتولى شركة بتروجيت الإنشاءات المدنية للمشروع. و يتكلف المشروع ما يقرب من 160 مليون دولار. و سوف تبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع 1200 طن مترى يوميا (420 ألف طن مترى سنويا) من رقائق بلاستيك البولي ايثيلين ترفثاليت الآمنة التى تدخل فى صناعة الزجاجات و العبوات الغذائية. و سوف تستخدم هذه المادة الخام من جانب مُصنعى العبوات و الزجاجات لتعبئة المياه المعدنية
و المشروبات الغازية و زيوت الطعام و المنتجات الدوائية و الشامبو و مستحضرات التجميل.
كيف تنظر إلي تاريخ العلاقات الهندية المشتركة؟
ارتبطت كل من الهند ومصر بعلاقات قوية للغاية خلال حقبة نهرو- ناصر، حيث تم توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين فى عام 1955. وكانت حركة عدم الانحياز من بين ثمار هذه الصداقة.وفى عام 1995,ومنذ الثمانينات من القرن الماضى، كانت هناك ثلاث زيارات على مستوى رئيس الوزراء من الهند إلى مصر: قام رئيس الوزراء راجيف غاندى بزيارة مصر عام 1985؛ وقام رئيس الوزراء بى.فى. ناراسيمها راو بزيارة مصر عام 1995؛ وقام رئيس الوزراء جوجرال بزيارتها عام 1997.
لقد استمر الحوار مع مصر بصورة منتظمة من خلال اجتماعات اللجنة المشتركة التي عقدت خلال أعوام (1985 و1988 و1997 و2001 و2006). وتم عقد الجولة الخامسة لاجتماعات اللجنة المشتركة التي رأسها وزيرا خارجية الهند ومصر أثناء زيارة وزير الخارجية المصرى الأسبق أبو الغيط وذلك يوم 16 ديسمبر 2006. وخلال الزيارة تم التوقيع على خمس اتفاقيات هى اتفاقية شراكة بين البلدين ومذكرة تفاهم حول الخدمات الجوية بين البلدين وخطة عمل حول التعاون في مجال الزراعة والبرنامج التنفيذي للتبادل الثقافي والبرنامج التنفيذي للتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا. تم وضع آلية للمشاورات بين وزارتى خارجية البلدين عام 1999. ومنذ ذلك الوقت، تم عقد سبعة جولات من هذه المشاورات بالتبادل بين نيودلهي والقاهرة. وقام مبعوث الهند الخاص لغرب آسيا وعملية السلام فى الشرق الأوسط السفير/ سى.آر. جاريخان بزيارة القاهرة فى فبراير وسبتمبر 2007 ثم فى أبريل 2008. وقام مساعد وزير الخارجية المصرى السفير حسين ضرار بزيارة الهند فى ديسمبر 2007.
*ماذا عن العلاقات التجارية بين البلدين؟
الهند أحد اكبر شركاء التجارة مع مصر والجدير بالذكر أن حوالي 95% من صادرات مصر إلى الهند تتألف من البترول و الغاز. أما الواردات الهندية الأخرى فتشمل فحم الكوك و القطن الخام و الفوسفات الصخري والرخام. وتتضمن أهم الصادرات الهندية لمصر كل من اللحوم المجمدة و غزل القطن والغزل الصناعي و الأرز ومحركات الديزل و التبغ و الأجهزة الكهربائية و فول الصويا والكيماويات و السيارات و قطع غيارها و السكر و الأدوية و الشاي.
وقد تم تنظيم العديد من المعارض الهندية الخاصة بالمنتجات الهندية فى القاهرة فى أبريل عام 1998 و فى سبتمبر عام 2000.وقد أعلنت وزارة التجارة الخارجية المصرية عام 2002 عام الهند بمصر.وتشارك الشركات الهندية بشكل دوري في معرض القاهرة التجاري الدولي الذي يقام سنويا. و قد شاركت 40 شركة هندية، تحت رعاية منظمة ترويج التجارة الهندية، فى معرض القاهرة الدولي الذى عقد فى مارس 2008 . خلال معرض "ماك تيك" الذي أقيم في القاهرة في نوفمبر 2006، قام مجلس ترويج الصادرات الهندسية الهندي بتخصيص جناح له حيث عرضت أكثر من مائة شركة هندية منتجاتها. كما قام مجلس ترويج صادرات منسوجات الرايون بتنظيم معرضا في القاهرة في فبراير 2007. كما قامت وفود من المجلس الهندي لترويج صادرات الكيماويات والعقاقير وأدوات التجميل (كيميكسيل) بزيارة مصر في مارس وسبتمبر و ديسمبر 2006. كما زارت وفود من مجلس ترويج الصادرات الكيماوية والمنتجات المتعلقة بها (كابيكسيل) مصر في ديسمبر 2006 و فبراير 2007. و قام وفد هندي من اتحاد غرف الصناعة و التجارة الهندية بزيارة مصر فى يونية 2007 للمشاركة فى معرض المشروعات الصغيرة و المتوسطة. و قام أيضا وفد اتحاد هيئات التصدير الهندية بزيارة مصر فى سبتمبر 2007. و قام وفد مكون من 14 عضو من المعهد الهندي للأعمال بجواهاتى بزيارة مصر فى فبراير 2008. وقامت وفود من مجلس الشاي الهندي بزيارة مصر. و قام مجلس الشاي الهندي بتنظيم لقاء أعقبه جلسة لتذوق الشاي في القاهرة في 20 مايو 2008 خلال الزيارة التى قام بها وزير الدولة الهندى للتجارة و الطاقة السيد/ جايرام راميش إلى مصر. وقد شاركت شركات هندية في معرض إيجيتكس الذي عقد في القاهرة في الفترة من 16 الى 18 نوفمبر 2008.
وقام اتحاد الصناعات الهندي وسفارة الهند بالقاهرة بتنظيم معرض "صنع في الهند" في القاهرة خلال الفترة من 20-23 نوفمبر 2007. وشاركت في فعاليات ذلك المعرض 115 شركة هندية. وتزامن مع فترة تنظيم ذلك المعرض، قيام وفد من 20 عضو من الرؤساء التنفيذيين لشركات هندية بزيارة القاهرة. والتقى الوفد خلال الزيارة بوزير المالية د/ بطرس غالى ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد/ أمين أباظة ووزير الإسكان والمجتمعات العمرانية السيد/ أحمد أمين المغربي. وعقد ممثلو الشركات الهندية مناقشات مع أعضاء الجمعية المصرية لرجال الأعمال واتحاد الصناعات المصري ومجموعة رجال الأعمال المصرية-الهندية المشتركة. وقام اتحاد الصناعات الهندي بتوقيع مذكرة تفاهم مع اتحاد الصناعات المصري لدعم التعاون بين الجانبين. كما تم عقد ندوة حول " فرص الاستثمار في الهند ومصر" خلال فعاليات ذلك المعرض.
*وما هي أبرز المشروعات المشتركة؟
تحتل الهند المرتبة الثانية عشرة على قائمة المستثمرين الأجانب في مصر حيث تمتلك حوالي 40 مشروعاً. وتأتى شركة الإسكندرية لأسود الكربون، وهو مشروع مشترك بين الشركة الهندية جراسيم إنديا المحدودة وشركة النقل والهندسة وشركة إيه.تى.سى. المصريتين، على رأس المشروعات المشتركة الناجحة بين الجانبين. كما قامت مجموعة شركات أديتا بيرلا بتأسيس مصنع جديد لألياف الأكريليك هو مصنع الإسكندرية لألياف الأكريليك باستثمارات أولية قيمتها 60 مليون دولار. ومن المشروعات الأخرى المشروع المشترك بين الشركة الآسيوية للبويات وشركة سكيب للكيماويات (التابعة لمجموعة شركات أوراسكوم). وفى أكتوبر 2004, ساهمت شركة التنمية والتمويل العقاري في إنشاء الشركة المصرية للتنمية العقارية والحصول على 10% من الأسهم العادية للشركة مع تقديمها للمساعدات الفنية والإدارية. كذلك قامت شركة إيفكو بتوقيع اتفاقية مع شركة النصر للتعدين لإنشاء مصنع لحمض الفوسفوريك فى صعيد مصر باستثمارات تزيد على 350 مليون دولار.
وتقوم مجموعة شركات أوبروي بإدارة فندق تابع لها في مصر وتنظيم رحلات سياحية نيلية بنجاح. وأسست شركة إيسل الهندية مشروعاً مشتركاً لإنتاج أنابيب معجون الأسنان لصالح شركة بروكتر وجامبل فى مصر. كما أسست شركة دابور الهندية المحدودة مصنعاً لها في مصر تملكه بالكامل ويقوم المصنع بإنتاج مستحضرات التجميل. وتقوم شركة نايلتيكس, وهي شركة هندية بنسبة 100%, بتصنيع خزانات المياه من مادة بولي فينيل كلورايد. كما تقوم شركة إم/إس أوتوتيك الهندسية, وهى أيضاً شركة هندية بنسبة 100%، بتصنيع صمامات السيارات. وتقوم شركة كيرلوسكار برازرز بتجميع محركات الديزل وطلمبات الري في مصر. أما شركة رانباكسى فتمتلك فرعاً لها فى مصر لتصنيع المستحضرات الطبية. وتقوم شركة آشوك لايلاند، بالتعاون مع الشركة الهندسية المصرية لتصنيع السيارات، بتجميع وبيع سيارات المينى باص فى مصر. وفى يناير 2008، أطلقت شركة ماهيندرا آند ماهيندرا السيارة سكوربيو فى السوق المصرية بالتعاون مع الشركة البافارية لتجارة السيارات.
وتمتلك شركة تاتا موتورز فرعاً لها فى مصر, وفى عام 2007 قامت الشركة بطرح المجموعة الكاملة للسيارات التى تنتجها فى السوق المصرية. وحصلت شركة ماريكو الهندية لإنتاج السلع الاستهلاكية على ترخيصين لإنتاج اثنين من منتجات العناية بالشعر من مجموعة ريدى المصرية. ولشركة إس.بى.أى. فرع يمثلها بالقاهرة. وفى مارس 2007، انتهت مجموعة شركات سانمار من الاستحواذ على إحدى وحدات شركة تراست المصرية للكيماويات. وأبرمت شركة بتروكيم المحدودة لجنوب آسيا اتفاقية مساهمة مع الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات لإنشاء مصنع لإنتاج الراتنجات في مصر بقيمة 250 مليون دولار أمريكي. وفي نوفمبر 2008 حصلت كيرنيكس ميكروسيستمز على عقد بقيمة 17.5 مليون دولار من سكك حديد مصر لتحديث 136 مزلقان. وفي ديسمبر 2008 حصلت شركة كيه.إي.سي. الدولية المحدودة على عقد بقيمة 135 مليون دولار من شركة نقل الكهرباء المصرية لاقامة مشروع لتصميم وامداد وانشاء خط مزدوج بطاقة 500 كيلو فولت بطول 196 كم. وتم تمويل المشروع من قبل البنك الأوروبي للاستثمار.
*العلاقات الثقافية لها نصيب كبير من اهتمام مصر والهند معا؟
نعم خاصة مركز مولانا أزاد للثقافة الهندية الذي تم انشاؤه في عام 1982 ويقوم بدعم التعاون الثقافي بين البلدين كما انه مسؤول عن تطبيق برنامج التبادل الثقافي. وقد تم تنظيم أسبوع ثقافي مصري في نيودلهي في أكتوبر 2007 كما تم عقد "أيام الثقافة الهندية" في مصر في الفترة من 10 الى 17 نوفمبر 2008. وقد تضمن المهرجان الذي استمر لمدة اسبوع عروضا لفرق موسيقية وفرق رقص هندي، ومعرض للرسم لفنانين هنود شبان، ومعرض لصور فوتوغرافية للفنان بينوي بيهل الى جانب عرض افلام هندية. وقد قام بافتتاح المهرجان د. فاروق حسنى وزير الثقافة المصري الأسبق وفي إطار برنامج التبادل الثقافي، يتم تبادل زيارات لفرق رقص و أدباء بصورة منتظمة.
وشارك الكاتب الهندي الشهير أميتاف جوش في المؤتمر السنوي لاتحاد الكتاب العرب الذي عقد في ابريل 2008. ومن بين فعاليات الاحتفال بعيد الاستقلال الذي واكب الذكرى الستين لاقامة علاقات دبلوماسية بين الهند ومصر، تم تنظيم معرض تحت عنوان : " الهند-مصر"نظرة تأملية في تاريخ العلاقات الهندية المصرية في اغسطس 2008. وبناء على طلب وزارة الثقافة المصرية، قام فريق مكون من ثلاثة أعضاء من هيئة مساحة الأثار الهندية بزيارة القاهرة في اكتوبر / نوفمبر 2008 للقيام بدراسة اولية حول ترميم قصر البارون. وقد شاركت مصر في معرض سوراجكوند للحرف في فبراير 2009 كدولة شريكة.
وقد شاركت مجموعة من كبار نجوم السينما الهندية تضم الفنان عرفان خان و الفنانة سيلينا جيتلى و المخرجة الهندية الشهيرة أبارنا سين فى مهرجان القاهرة السينما الدولى الذى أقيم خلال الفترة من 30 نوفمبر و حتى 9 ديسمبر 2010.
و من بين الأفلام الهندية التى تم عرضها خلال المهرجان الفيلم الهندى إيتى مرينالينى (خطاب غير مكتمل) للمخرجة الهندية الكبيرة أبارنا سين. و من بين الأفلام الهندية الأخرى التى تم عرضها خلال المهرجان "قصة حب" و " روايات" و "سارقى الحب" و "الطريق إلى البيت". و شارك كل من الفنان عرفان خان و الفنانة سيلينا جيتلى- اللذين كانا متواجدين خلال مهرجان القاهرة السينما الدولى العام الماضى عندما كانت الهند ضيف شرف المهرجان- كأعضاء فى لجنة التحكيم فى المهرجان هذا العام.
ومؤخرا احتفالاً بالذكرى المائة والخمسين لميلاد رابندرانات طاغور أقامت السفارة ومركز مولانا أزاد احتفالية ضخمة فى مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية قام خلالها عدد من أعضاء الجالية البنغالية فى مصر- بقيادة د/ قدسية هدى- كانوا بتقدين فقرة غنائية لبعض الأغاني من مجموعة "رابندرا سانجيت"التى قام بتأليفها و وضع ألحانها طاغور,كذلك بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية وقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية سنقيم معرضين عن طاغور الساعة السابعة مساءً يوم 5 يوليو بقاعة الباب بساحة دار الأوبرا المصرية. ويتشرف هذا الحدث بحضور كل من"د- عماد أبو غازي"وزير الثقافة و"حسام نصار" وكيل أول وزارة الثقافة للعلاقات الثقافية الخارجية ود/ أشرف رضا، رئيس قطاع الفنون التشكيلية.
المعرض الأول"طوابع عن طاغور" ويضم 20 مجموعة من الطوابع التذكارية والمواد البريدية النادرة الصادرة عن هيئات البريد فى حوالى 20 دولة أجنبية حول طاغور,والمعرض الثاني"أعمال طاغور فى أشغال الكانتا" ويضم 13 لوحة من أشغال الكانتا تصور مجموعة من القصص القصيرة والأغانى والأشعار والأعمال الدرامية الراقصة التى ألفها طاغور، وجميعها مصنوعة بأسلوب التطريز التقليدى الذى يعرف باسم "كانتا" والذى تمارسه النساء الريفيات فى البنغال الغربية بالهند وفى بنجلاديش حتى هذا اليوم। لقد اهتم طاغور اهتماماً بالغاً بالفنون التقليدية والحرف ومنها أشغال الكانتا,ويقام المعرضان تحت رعاية المجلس الهندى للعلاقات الثقافية بنيودلهى ومركز رابندرانات طاغور التابع له فى كولكاتا. ولأول مرة يقاما خارج الهند ويستمرا حتى 17 يوليو 2011 بقاعة الباب.
وأضاف: طاغور كان كوكتيل أدب وثقافة,فهو أول من حصل على جائزة نوبل من قارة آسيا فى فرع الآداب فى عام 1913,لم يكن مجرد شاعر فقد برع فى شتى فروع الآداب، كاتب روائي و مؤلف قصص قصيرة و مؤلف مسرحي. و ساهمت جهوده فى إعادة صياغة الأدب البنغالي و الموسيقى البنغالية,ويعد طاغور الكاتب الوحيد على مستوى العالم الذي تم استخدام قصيدتين من أشعاره لتكونا النشيد الوطني لدولتين هما: الهند و بنجلاديش
تعليقات