حكاية"بريطانية"تبحث عن أبيها"المصري"منذ ٢٨ عاما!!!

"أتوسل إليك يا أبى أن تتعرف على ، أتوسل إليك أن تحقق لى حلمى بلقائك، حلم عمره ثمانية وعشرون عاما هى سنوات بحثى عنك. أتخيل نفسى وأنا أسير فى شوارع القاهرة ، ربما يتصادف مرورى بجانبك دون أن أدرك أنك أبى أو تدرك أنت أننى ابنتك ، لم يبق لى سوى الحلم بلقائك ونحن مازلنا أحياء وقبل أن يفوت وقت اللقاء".
كلمات وصفت بها أنيقة أميرة، وهو اسمها العربى الذى اختارته لنفسها، مدى شوقها للقاء أبيها الذى لم تعرفه قط. فكل ما تعرفه أنها ولدت لأم ايرلندية وأب مصرى عام 1972، واختارت لها أمها حينها اسم" ميشيل كوليستر".
وبحسب ما قالت أنيقة ل"نجوي عبدالله"محررة موقع"صدي البلد":تعود قصة لقاء والدى بأمى إلى عام ١٩٧٠ حيث كانت أمى "ماريون كوليستر دى.أوه. بى" التى ولدت فى 7 من ابريل ١٩٥٠ بإيرلندا ، تعمل نادلة فى فندق" كوينزواى إن دبليو تو" بمنطقة " بايزواتر" فى العاصمة البريطانية لندن. وهناك تعرفت بأبى، الذى جاء إلى بريطانيا للدراسة بجامعة " لندن" فى الفترة من ١٩٧٠- ١٩٧٤ .
وأسفرت علاقتهما عن مولدى فى الرابع من يونيو ١٩٧٢ بمستشفى "بادينجتون" غرب العاصمة البريطانية لندن. وأختارت أمى أن تدفع بعض المال لزوجين كبار فى السن ليتوليا رعايتى منذ أن كان عمرى ٥ أسابيع وحتى بات عمرى عامين ونصف العام حيث كنت اسكن بمنزلهما الواقع ٩٣ مالفيرن رود ، كيلبون "إن دبليو ٦". "إلا أن أمى التى اختفت عندما كان عمرى عامين، ومع وفاة زوج السيدة العجوز التى اعتادت رعايتى اضطرت لإيداعى فى ملجأ لمدة ستة أسابيع فقط . ولكنى كنت محظوظة ، فقد تبنتنى أسرة أنجليزية وقتها.
ورغم أن أسرة "وينترمان" كانت شديدة الطيبة واهتمت بى جدا حتى كبرت وبدأت الاعتماد على نفسى، كما أخبرتنى وأنا فى سن السابعة بالحقيقة، التى علمتها من الملجأ الذى علمه بدوره من الأسرة التى أودعتنى إليه. إلا أن هذا لم يحول دون رغبتى فى لقاء أبى ولم يعوضنى عن مشاعر الأبوة التى أفتقدها.
لتبدأ رحلة بحثى عن أبى عام ١٩٨٥ فى عدة اتجاهات وذلك بعد أن فشلت تماما فى التوصل إلى مكان أمى لعلها تقول لى من يكون أبى. الإتجاه الأول كان جامعة لندن فقد تواصلت مع أحد الأساتذه بالجامعة حيث درس والدى فى الفترة ما بين 1970 -1974 فى محاولة للحصول منه على أية معلومات لعله يتعرف عليه أو حتى يدلنى على أى خيط قد يوصلنى إلى أبى. إلا أننى فشلت فى التوصل إلى أى نتيجة. كما كان من الصعب أن تطلعنى الجامعة على أية سجلات للطلبة المصريين لديها فى تلك الفترة من منطلق حفاظهم على خصوصية معلومات الطلبة.
ثم كان الاتجاه الثانى وهو التواصل مع الجالية المصرية فى لندن لعلى أصل لخيط يقودنى إليه. لذلك كنت شديدة الحرص على حضور كل المناسبات الاجتماعية للجالية المصرية التى تقام فى لندن حتى يمكننى التحدث مع كبار السن من المصريين المقيمين فى البلاد منذ أن كان أبى فى لندن لعل أحدهم يدلنى على خيط يقودنى إليه. وكان الاتجاه الرابع هو طلب مساعدة السفارة المصرية ، وهو ما حدث مرتين إلا أننى لم أجد أى مساعدة أو استجابة أنها حتى لم تكلف نفسها الالتقاء بى والتحدث معى بهذا الشأن.
ثم جاء الخيط الرابع الذى تخيلت أنه قد يفيد بشكل أو بآخر وهو البحث على الإنترنت. فقد قضيت ساعات وأياما ابحث عن معلومات خاصة بالطلبة الذين درسوا فى تلك الفترة أو قدموا إلى لندن ودرسوا بها، ولكنى لم اتوصل لشىء يضعنى على الطريق الصحيح. وكانت زيارة مصر الخيط الخامس الذى تخيلت أنه قد يوصلنى بأبى، فخلال الرحلات الثلاث التى قمت بها إلى مصر خلال السنوت العشر الماضية، سألت كل من قابلته لعله يمدنى بمعلومة مفيدة أو يساعدنى بشكل أو آخر، ولكن دون جدوى. كما قد نشرت إعلانا فى جريدة الأهرام فى يناير ٢٠١٠ على أمل أن يقرأه أبى ويتعرف على، ولكنه لم يسفر عن شىء.
ومن جهتها حاول " صدى البلد" أن يخلق نوعا من التواصل بين أنيقة والسفارة المصرية فى لندن ، فرتبت لها لقاء مع نادر مطر المستشار الثقافى بالسفارة المصرية هناك، ربما يمكنه تقديم مساعدة بشكل أو بآخر من خلال السفارة. إلا أنه اتضح صعوبة ذلك. فبحسب مطر المشكلة الحقيقة تكمن فى أن أنيقة لا تعلم إذا كان كان والدها يدرس البكالوريوس على حسابه أم أنه حصل على منحة ومن أى حكومة المصرية أم البريطانية. وبالتالى لن يكون سهلا أن تجد السجلات التى يمكن أن توصلها إلى أبيها، خاصة أنه لا توجد سجلات متاحة للطلبة قبل التخرج.
وأضاف مطر أن الحل الأسهل والأفضل أن تعود للبحث فى الجامعة وأن تطلع على صور حفلات التخرج للكليات المختلفة بالجامعة فى هذه الفترة. لعلها تستطيع حصر البحث فى الطلبة المصريين الموجودين فى تلك الصور.
كما أنه يجب عليها العودة مرة أخرى للبحث عن والدتها من خلال الإطلاع على بيانات تسجيل شهادة ميلادها لعلها تقود لمعلومة توصلها إلى أمها. كما أنها عليها البحث فى سجلات الفندق الذى كانت تعمل به والدتها، والتوصل إلى من كانوا يديرون الفندق وقتها ربما يعطونها معلومات تفيد فى رحلة البحث عن الأم ، التى بالتأكيد ستقودها إلى والدها.

تعليقات