تركيا قادرة علي التصدي لملف القدس أفضل من الدول العربية كلها!!

حوار / علاء الدين ظاهر
*من ينكر دور تركيا علي مستوي السياسة الدولة يتحدث بطريقة"زعماء الخيام"
*الفاتيكان عبارة عن كنيسة كبيرة وليس لها أي دور في السياسة العالمية



قال"د/مختار الكسباني"أستاذ الآثار الإسلامية ومستشار المجلس الأعلى للآثار أن تركيا تحظي بمكانة كبيرة في المجتمع الدولي وتعد لاعبا أساسيا علي الساحة السياسية العالمية وأبدي إعجابه بشجاعتها في مواجهة إسرائيل والتصدي لأفعالها,وهو ما لاقي إجماعا دوليا علي مستوي الشعوب أكثر من الحكومات
وأشار في حوار خاص ل"أهلا وسهلا" أن ذلك ما أكد عليه منذ عام ونصف حينما طالب بأن تتولي تركيا ملف القدس في منظمة الدول الإسلامية بدلا من المغرب التي قال عنها أن الملف أكبر من حكومتها,لافتا أن دول الإيسيسكو في الاجتماع الثاني للجنة التراث الإسلامي الذي استضافته القاهرة مؤخرا أيدته في ذلك خاصة أنه لم يقصد به أية إهانات أو تقليل من حجم أحد,مناديا بأننا جميعا مسلمين وعرب لابد أن نحمل المسؤولية القانونية للأمم المتحدة عنى التعدى الإسرائيلى على الآثار الإسلامية بفلسطين,وعلى الحكومات العربية أن تجعل ضلك الملف علي رأس الملفات الدولية الهامة في أي مفاوضات....إلي نص الحوار

@ لماذا طالبت ولا زلت تصر بسحب ملف القدس من المغرب؟
مع احترامي الشديد لحكومة المغرب والشعب المغربي الذي أعتز بصداقات كثيرة فيه,الملف أكبر من حكومة المغرب لعدة أيباب أولها بعد المسافة بيت المعرب والأراضي الفلسطينية,كما أن المغرب لا تمتلك وثائق تاريخية تخص القدس,السبب الثالث والأهم والذي سبب مشاكل للمغرب نفسها وأنه منذ أن تولت الملف أو تورطت حكومتها فيه عام 1975وقد أثيرت هناك قضية الصراع بين الحكومة المغربية وجبهة البوليساريو وتعرضت بسبب ذلك لضغوط من الإتحاد الأوروبي تحت دعاوي الحريات ولا يخفي علي أحد من الفاطنين أن اللوبي اليهودي الموجود في المغرب له دور كبير جدا في إثارة تلك المشكلة حتي تنشغل المغرب بمشكلاتها الداخلية ولا تهتم بملف القدس,منذ 1975 حتي الآن ونحن نتحدث عن 35 عاما ماذا قدمت حكومة المغرب للقدس؟ وأتذكر أحد المسئولين المغاربة"عبد الكبير العلوي"إلتقيته ذات مرة وقال لي نحن بنينا مدارس وما شابه,فقلت له أن هذه الأشياء تقوم بها منظمات مثل الأونروا والمنظمات الأهلية,أما ما نتحدث عنه ملف دولي,واقترحت تركيا أن تتولي الملف بدلا من المغرب ليس لأني اسمي"مختار أوغلو" ولم اقل مصر أيضا لأن موقفها صعب ولديها مشكلات داخلية أكثر يمكن أن تثار,واقترحت تركيا لعدة أسباب منها أنها تمتلك ملف ووثائق الدولة العثمانية الذي تتضح فيه عروبة القدس بشكل كبير جدا وهي الوثائق التي اعتمدتها الأمم المتحدة بعد قيامها عقب الحرب العالمية الثانية
كذلك فإن تركيا لها علاقات مع دول الإتحاد الأوروبي وتمثل قوة ضغط عليه وعلي أمريكا التي من مصلحتها أن تحتفظ بعلاقات طيبة مع تركيا,وبالتالي تركيا تمتلك أدوات ضغط كثيرة خاصة أننا الآن في زمن يختلف عن الوقت الذي عقد فيه مؤتمر منظمة دول العالم الإسلامي عام 1957 ورضخ للضغوط الأمريكية والإسرائيلية بأن تتولي المغرب هذا الملف ليوضع يعيدا في ثلاجة كما أن حينها الملك الحسن كان مهندس العلاقات الدبلوماسية السياسية بين مصر وإسرائيل وهذا لا يخف علي أحد,هل هي مكافأة بأن خذ هذه البونبوناية واجلس بعيدا؟ وهذه ليست المرة الأولي التي أنادي فيها بذلك وناديت به من قبل سنوات حينما قامت إسرائيل بتبديل الأسماء العربية لشوارع القدس إلي عبرية وقلت أين الدول المسئولة عن ملف القدس؟
@ ألم تخش من حدوث مشكلات دبلوماسية بين مصر والمغرب بسبب ذلك؟
أنا أقول هذا باعتباري دارس وباحث متخصص في التاريخ والآثار ورأي شخصي يقوم علي أسس ومبادئ علمية ولا توجد فيه أية إهانة للمغرب بل إنني مشفق عليها وما تعاني من مشكلات داخلية ولا بد من إعادة النظر في ذلك,وسأكون سعيد جدا بأي أحد يرد ويثبت أنني مخطأ في ما قلته ولا أمثل فيه الدولة أو المجلس الأعلي للأثار أو كلية الأثار بجامعة القاهرة التي أعمل أستاذا بها
@ ما هي الأشياء التي كان علي المغرب أن تقوم بها لأجل القدس ودعتك لأن تطالب بما ناديت به؟
المغرب قدمت ما تستطيع بحسب إمكانياتها ومشكورة علي كل جهودها في ذلك,لكن المشكلة أن المجتمع الدولي ينظر للأشياء بنظرة أخري ,حسابات المصلحة هي الأساس,ثم أنني لم أرتكب جرما لأن الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية"عمرو موسي"قدم مقترحا في أحد اجتماعات الجامعة قال فيه أنه لابد علي الدول العربية أن تستعين ببعض القوي الإسلامية المحيطة بها وذكر تحديدا تركيا كقوي إسلامية عظمي ولها علاقات طيبة مع الدول العربية والإتحاد الأوروبي في نفس الوقت ولها دور مؤثر,ومن ينكر دور تركيا أو إيران علي مستوي السياسة الدولة تفكيره قبلي وكأننا لا زلنا نتحدث كزعماء خيام ,واللعبة الدولية تدار هكذا,لابد أن توجد قوة تجمع, وساعاتها هاج عليها بعض وزراء الدول التي شعرت بانحسار دورها,المسألة ليست في تدخل دولة ما لتحل مشكلة بالمال لتعود المشكلة مجددا بعد فترة ولا عنتريات ,من يستطيع تقديم حل فليتقدم,نحن نتحدث عن منظومة دولية ومن هو اللاعب الماهر الذي يستطيع أن يواجهها وندعمه وليرد علي أي مسئول عربي هل المغرب لديها قدرات لتحريك دول العالم في إتجاه حل مشكلة القدس؟,من يستطيع تقديم ضمانات للعرب بأنها قادرة علي ذلك أنا علي إستعداد لأن أقود حملة لدعم المغرب في ذلك الإتجاه
@ الدول العربية كلها لم تفعل شيئا للقدس,لماذا تلوم المغرب وحدها؟
هذا من الأسباب التي دعتني للقول بأن المغرب تورطت في هذا الملف,ثم دعنا نصحح ونقول"الأنظمة العربية" وضع تحتها مئات الخطوط,الأنظمة العربية التي رضي رؤساء وزاراتها ووزراء خارجيتها أن يقيموا فيلل لهم في حيفا وهذا الكلام تسد أذاننا وأعيننا كشعوب عربية حتي لا نعلمه في حين أن العالم كله يعرفه,صدقني العالم ينظر للأنظمة العربية نظرة ازدراء في الوقت الذي لا يستطيع أن ينظر تلك النظرة للشعوب العربية,ولابد أن نكون واقعيين والمسألة ليست أن ألبس تهمة لأحد ثم أنفق عليه وهو في السجن,المغرب حاليا في سجن لأنك ستجد الجميع ينادي أين المغرب؟,هناك الكثير من الأنظمة العربية التي تراخت بخنوع وإذلال في هذا الموضوع ولم تفعل أي شئ أو تتحرك تجاه ممارسات إسرائيل لتهويد القدس ومحو عروبتها
@ البعض أخذ عليك تصريحاتك بأن المغرب سبب تهويد القدس؟

هذه من ضمن المغالطات التي أثيرت وتم تحريف حديثي في هذا الصدد,لم أقل هذا أبدا لأن المغرب لم ولن تكون أبدا سببا في تهويد القدس,ما قلته تحديدا ماذا قدمت الدول المسئولة عن ملف القدس من عرض مشكلة تهويد القدس التي قامت ولا زالت تقوم بها إسرائيل,ماذا فعلت المغرب والأنظمة العربية كلها,لا شئ,ثم بأي منطق تساعد المغرب علي تهويد القدس,إسرائيل تهود الدول كلها بعلم من الأنظمة العربية,أنا أكبر من أزج بإسم المغرب في هذا
@ تركيا دولة علمانية المنهج وإسلامية الديانة,هل تعتقد أنها لو تولت الملف ستنحاز لأي من الخيارين,الديانة أم التوجه؟
أن الأوان أن ندع أحاديث من قبيل علمانية المنهج وإسلامية الديانة,لا توجد دولة دينية وبعد الرسول"عليه الصلاة والسلام"لن تقوم دولة دينية,المسألة مسألة سياسة ومجتمعات دولية,أنا لا أتحدث عن تركيا باعتبارها دولة إسلامية أو بها اتجاه إسلامي,أنا أتحدث عن تركيا باعتبارها لاعبة ومهمة ومؤثرة في الإتحاد الأوروبي ودول العالم,ليس لي علاقة بالديانة التي إن أدخلناها في الموضوع سنتساقط,ومن منطلق تخصصي كرجل تاريخ أستطيع أن أقول أن كل الدول التي قامت علي أسس دينية انهارت,والدولة الوحيدة القائمة علي أساس ديني الفاتيكان وهي عبارة عن كنيسة كبيرة وليس لها أي دور في أي من سياسات العالم
@ قلت أن المغرب بها أكبر تجمع يهودي في العالم,كيف أثر ذلك علي الملف؟
نعم وكلهم ليسوا من ذوي الأصول العربية,والغريب أن أحد المسئولين المغاربة قال لي نعم لكنهم يدينون بالولاء لجلالة الملك المغرب,هل يقتنع أي أحد أن أي يهودي في العالم يدين بالولاء للدولة؟ ثم أن اليهود في المغرب يأخذون حقهم أكثر من المغاربة أنفسهم,وأسأل من ورطوا المغرب كيف كان تأثير ذلك علي توليها لملف القدس
@ لماذا اتهمت الأنظمة العربية ووزراء خارجيتها بالجهل بالمخططات الصهيونية؟
لأنهم لا يقرأون التاريخ وأي سياسي محترم في العالم لابد أن يكون طلعا علي التاريخ حتي يعرف إلي أين الاتجاهات؟

تعليقات