لطيفة:الغلاء الفاحش منعني من العودة إلي وطني!!!

إستضافت إذاعة الجوهرة إف.إم التونسية المطربة الكبيرة"لطيفة"في لقاء مطول مع الإعلامي التونسي الكبير وليد بسباس، تم خلاله التطرق لعدة أمور تخص لطيفة الإنسانة والفنانة باعتبارها ابنة تونس وواحدة من كبار نجوم تونس وسفراءها بالخارج
في بداية الحوار ترحمت لطيفة على شهداء تونس الأبرار وكل الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في مصر وليبيا وسوريا واليمن وكافة الأقطار العربية التي تعاني،وتمنت أن لا تسرق الثورة وتنهب أهدافها كي لا تذهب الدماء هدراً لتكون الثورة لصالح الشعوب التي صنعتها لتعطيهم الكرامة وتوفر لهم الحرية والآمان، وعبرت عن حزنها الشديد لما تتعرض له ليبيا فهي وإن كانت مع الإصلاح والتغيير وإنتقال السلطة إلا أنها تحزن بسبب القتال الدائر بين الأخوة في شرقها وغربها ويؤلمها تدخل حلف الناتو فيما بينهما.
تحدثت لطيفة عن معايشتها للثورة منذ إندلاعها نهاية العام الماضي، وتذكرت وقفتها ليلة رأس السنة بمهرجان الدوحة الغنائي على الهواء مباشرة موجهة التحية للشعب التونسي وخاصة الشباب التونسي وقدمت أغنية "ريحة البلاد"، وعندما سئلت عن تونس بحوار مع الإعلامية الكبيرة جومانا بوعيد أجهشت بالبكاء متمنية زوال هذه المحنة عن الشعب التونسي، وأضافت أنها بعد عودتها من الدوحة للقاهرة كانت تشعر بالغصة وهي تتابع المظاهرات في الجنوب التونسي، ومع تصاعد الأحداث كانت تعايش تلك اللحظات لحظة بلحظة وخوف وقلق كبيرين ممزوج بالإعتزاز والفرحة بإرادة شباب تونس
وأصيبت بإنهيار وهي تتابع تصاعد الأحداث الأمنية، خاصة عندما لم تتمكن من العودة إلى تونس في هذه الظروف كي تقف مع كل أبناء الشعب التونسي الذين ضحوا بدماءهم وأرواحهم في سبيل نيل الحرية، ،وأن شنطة سفرها بقيت معدة للسفر لتصدم بظروف عائلية طارئة منها مرض شقيقها قيس وولادة بنت عمها زوجة أخيها والتي أُطلق على طفلها اسم محمد بو عزيزي العرفاوي تيمناً بمفجر الثورة التونسية الشهيد محمد بو عزيزي.
وعما إذا كانت تتوقع حدوث ذلك في تونس، قالت أنها قبل الثورة كل ما تعود إلى تونس كانت تعود إلى القاهرة وبداخلها مشاعر قهر وحزن على شباب تونس، حيث كان يطالبها الشباب بمساعدتهم للحصول على فرص عمل، وكلما زارت تونس كانت تتفاجأ بكم المقاهي التي تم افتتاحها فمعظم روادها كان من الشباب العاطل عن العمل،وكانت تشعر بأن أبناء بلادها حقهم مغبون ويعانون من الظلم
وعن إقامتها خارج تونس قالت لطيفة أنها منذ عام 1984 وهي تعيش بعيداً عن تونس وتزورها مرة بالصيف ومرة بالشتاء، وأنها كل مرة كانت تفكر بالعودة وشراء منزل خاص بها كانت تصدم بالغلاء الفاحش خاصة وأنها الفنانة العربية الوحيدة التي تملك كامل أرشيفها الفني ولا تملكه أي شركة إنتاج كما يتم مع سائر الفنانين العرب، وأن ذلك يتطلب أن يتم الصرف على أعمالها من كامل مدخولها المادي من الفن بالإضافة لإلتزاماتها تجاه أهلها وإخوانها، وكشفت أنها كل ما كانت تفكر بالعودة وإقامة شركتها في تونس كانت تصدم بالعراقيل وغياب قوانين الملكية الفكرية وغيرها من المشكلات،إلا أنها حالياً تفكر جدياً بالعودة لتأسيس شركتها والمساهمة بتأسيس نقابة لفناني تونس.
وتحدثت لطيفة بحزن كبير عن ما تعرضت له من محاربة رافضة في الوقت ذاته أن تشمت بمن هو في موقف ضعف حالياً مهما كان ظالما ومفترياً، واستذكرت أنها في إحدى المرات رفضت أن تقوم بإحياء حفل عشاء تنظمه شخصية نافذة آنذاك فتم محاربتها ومنعها من التلفزيون التونسي لمدة عام ونصف وتم تغييب اسمها عن المهرجانات التونسية، وكشفت لأول مرة أنها عندما قالت باغنية وطني أحبك "وطني إن طلبت الهجر أهجر" كانت تقصد بطريق مبطن ما تعرضت له من حرمان ببلدها
وأكدت أنها لم تغن أبداً للرموز السياسية والأنظمة بل كانت تغني للأرض والناس، وأنها كفنانة قامت بدورها تجاه بلدها وأنها شخصياً أحيت حفلات خيرية لصالح صندوق 2626 وصالح جمعية بسمة لتشغيل المعاقين وكم كانت صدمتها قوية عندما علمت بحجم السرقات التي كانت تتم بهذه الجمعيات والمؤسسات الخيرية، إلا أن ذلك كله لن يثنيها عن مواصلة دعم مؤسسات بلادها الخيرية.
وقالت لطيفة أنها كما سائر الفنانين فوجئت بزج اسمها بحملة مناشدة الرئيس للبقاء بالسلطة، وأنها أكثر فنانة ترفض التوريث لما فيه خير وإزدهار أي بلد وهو ما جعلها تتمسك بمسرحية حكم الرعيان التي تتحدث عن هذا الموضوع الهام، وكشفت أنها عندما قدمت ملف عرض المسرحية في تونس تم رفضها وتم استدعاءها والحديث معها بصيغة أقرب ما تكون للتهديد وهو ما حدث كذلك في مصر رغم أن مصر كان سقف الحرية فيها أكثر إرتفاعاً حيث يوجد بها أحزاب وصحف معارضة، وكشفت على أن هناك لقاء جمعها مؤخراً بوزير الثقافة المصري قد يمهد لعرض المسرحية في مصر مؤكدة أن هذا هو الوقت الأنسب لعرضها في مصر وكل الدول العربية.
وعن سبب تأخرها بالغناء للثورة التونسية أكدت لطيفة أنها كانت بحالة لا تسمح لها بالغناء، وأن أحاسيسها لن تكون مبرمجة للغناء فور إندلاع الثورة فهي لن تبتز مشاعر الناس بتقديم أغنية وطنية لمجرد ركوب الموجة، وأنه يكفيها فخراً أن أغنيتها أهيم بتونس الخضراء كانت أكثر أغنية تم إذاعتها عبر كل وسائل الإعلام التونسية خلال الثورة وبعد سقوط النظام، وأنها إن قدمت أغنية وطنية ستقدمها بالشكل اللائق وكما يجب أن تقدم وهو ما جعلها الآن في ورشة عمل مع الفنانين هاني دمق وحاتم القيزاني وعلي الوادي لتقديم عمل فني قيم.
وفي ختام الحوار أكدت لطيفة على أن ثقتها بشباب تونس كبيرة وأنه قادر على اجتياز هذه المرحلة تمهيداً للإنتخابات التي ستشارك فيها بكل فخر وإعتزاز، فشباب تونس لديه من الإرادة والكفاءة ما يجعله قادراً على السير ببلاده لبر الآمان، وأن حب تونس يسري في دمها وروحها وعروقها وأنها تفتخر بتونسيتها، كما وأكدت على أن ثقتها كذلك كبيرة بمصر وشبابها، فتاريخ مصر يجعلها مهيأة للوقوف على رجليها من جديد، فالشباب المصري عنده طاقات كبيرة، وأنه آن الآوان ليتنفس المواطن العربي الحرية فهو بحاجة ماسة للحرية والكرامة والعزة، فالمواطن العربي مقهور بعروبته، يعيش الاب والأم والكهل والشباب بقمع وعذاب.

تعليقات