طلاب جامعة النيل يقاضون رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي

قام أكثر من 90 من أستاذة وباحثي وطلاب الدراسات العليا وموظفي وخريجي جامعة النيل برفع دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة للطعن في قرارات رئيس الوزراء بقبول تنازل المؤسسة الأهلية التي أنشأت الجامعة عن كل أصول الجامعة وممتلكاتها وتجهيزاتها وكل التبرعات والمنح التي خصصت للجامعة لصالح وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومنها لصندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء. ويطالب أساتذة الجامعة من خلال القضية بإلغاء هذه القرارات وتمكينهم من دخول مقرهم الذي تم أخلاءه منذ 5 شهور.
ويذكر أن الفريق أحمد شفيق كان قد أصدر قرارا بنقل ملكية مقر الجامعة من وزارة الاتصالات إلى صندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء وصدق علية رئيس الوزراء الحالي عصام شرف وتم طرد أستاذة وباحثي وطلاب الجامعة من مقر جامعتهم بالشيخ زايد خلال ثورة يناير 2011 ومنعوا من استخدام معاملهم وأجهزتهم وقد تواكب مع ذلك توقف كل مصادر التمويل التي كانت تدعم النشاط البحثي والتعليمي للجامعة .
وجامعة النيل هي أول جامعة بحثية غير هادفة للربح في مصر، وبدأت نشاطها عام 2007 في الدراسات العليا والأبحاث واستطاعت اجتذاب 40 عالما مصريا متميزا من أمريكا وكندا وأوروبا عادوا إلى مصر ليقوموا بأبحاثهم مع نخبة من خريجي الجامعات المصرية في العديد من التخصصات الهندسية والتكنولوجية.
ويعانى أساتذة وباحثو طلاب الجامعة حاليا وبعد طردهم من مقرهم من عدم إمكانيتهم الاستمرار في القيام بعملهم واستكمال أبحاثهم التي يقومون بها بالتعاون مع كبرى الجامعات والمراكز البحثية والشركات العالمية لتكون جامعة النيل أول جامعة مصرية وعربية تحظى بمثل هذه الثقة. ويدرس بالجامعة حوالي 290 طالب ماجستير منهم 120 طالب باحث من أوائل خريجي الجامعات المصرية تمنحهم الجامعة منح كاملة ومرتبات شهرية حتى يتفرغوا للأبحاث العلمية ويحصل باقي طلاب الدراسات العليا على منح تتراوح بين 40% و100% . هذا بالإضافة إلى 86 طالب بمرحلة البكالوريوس.
ومنذ اندلاع الأزمة قامت جامعة النيل بتقديم العديد من الشكاوى والالتماسات لوزير التعليم العالي والبحث العلمي ومجلس الوزراء والمجلس الأعلى للقوات المسلحة لكن دون جدوى.
وتردد أن الجامعة ستكون نواة لمشروع الدكتور زويل ولكن بعد زيارة الدكتور زويل الأخيرة وقرارات مجلس الوزراء بشأن مشروعه تأكد أن مقر وتجهيزات جامعة النيل - والتي تم طرد الأساتذة والباحثين والطلاب منها - هي فقط ما سيتم ضمه لمشروع زويل .
ومن هنا يبدو أن جامعة النيل ككيان يتم وئدها حيث أصبحت جامعة بدون مقر وبدون تمويل وعلماءها وباحثوها وطلابها لا مكان لهم ولا قيمة لهم ، و ما يحدث ما هو إلا إهدار لجهودهم وأبحاثهم التي أنفقت عليها الملايين وبدأت تؤتى ثمارها .
وفى ظل هذا التجاهل من المسئولين لم يجد العلماء والباحثين والطلاب مفرا إلا اللجوء إلى القضاء لعله يمكنهم من مقرهم ومعاملهم ، كما بدأ بعضهم اضطراريا في البحث عن فرصهم في دول أخرى تقدرهم وتستفيد بخبراتهم وعقولهم

تعليقات