صحة الأثريين في خطر والوزارة تركتهم تحت رحمة"لايف"!!!!!!!

علاء الدين ظاهر



إذا كان الأثريون هم حماة التاريخ والمتصدرون لترميمه وصيانته ويتعرضون في سبيل ذلك لمخاطر تؤدي بهم أحيانا إلي العجز والعاهة المستديمة,ولا أقل من أن تتوفر لهم رعاية صحية لائقة ,إلا أن ما كشفت عنه مذكرة وقع عليها عدد كبير من الأثريين في بني سويف تثبت عكس ذلك

كان عدد كبير من الأثريين قد طالبوا بإنشاء لجنة لأصدقاء مرضي الأثريين للاهتمام بهم ورعايتهم بعد ما تعرض له أحد زملائهم الأثري"محمد سليمان"من بني سويف لحادث أليم فقد علي إثره إحدى ساقيه بعد أن قرر الأطباء قطعها,كما تعرض قبله الأثري«حمدي عبد الجليل» كبير مفتشي آثار الكرنك لأزمة صحية هددته ببتر قدميه ونقل إلي المستشفي الدولي بالأقصر إلا أن حالته استلزمت نقله إلي القاهرة,وقام زملاء بإرسال استغاثة إلي د. زاهي حواس وزير الدولة لشئون الآثار عبر الفيس بوك واستجابت الوزارة لها وتم نقله بالطائرة من الأقصر للقاهرة للعلاج وتوفي بعدها بحوالي 10أيام

وحسب المذكرة فإن الأثري محمد سليمان تم نقله إلي مستشفي الواسطى العام التي أقرت بوجود كسور متعددة بالساق اليسري وقطع بأحد الشرايين التي تغذي القدم بالدم وطلبت تحويله إلي القصر العيني بالقاهرة لعدم وجود إمكانيات بالمستشفي لعلاج حالته,وتم تحويله إلي مستشفي سان مارك التخصصي بعد الاتصال بمسئولة الرعاية الصحية بوزارة الدولة لشئون الآثار"فاطمة الرفاعي"وشركة "لايف"للرعاية الصحية

المريض فوجئ بأن المستشفي ليس بها أي استعدادات وفقيرة في الإمكانيات,ناهيك عن المعاملة السيئة التي تلقاها من أحد أطباء المستشفي حسب ما أقر الأثريون في المذكرة,وتم إبلاغ المسئولة عن الرعاية الصحية التي ردت بأن المستشفي ستقوم باللازم ولا يوجد أي مكان أخر في المستشفيات المتعاقدة معها الوزارة,وطوال يومين لم يتلق أي علاج سوي بعض المحاليل والأدوية البسيطة والمسكنات,حتي تقرر إجراء جراحة له لتركيب شرائح ومسامير,إلا أن استشاري العظام فوجئ بعدم وصول الدم للأطراف مما أدي إلي خروج رائحة كريهة"تعفن"من الساق,مما تطلب معه بتر الساق من أعلي الفخذ يعد استطلاع رأي استشاري الأوعية الدموية ورؤيته للحالة علي الطبيعة

وطالب الأثريون في المذكرة بتركيب طرف صناعي لزميلهم محمد سليمان فى ألمانيا ومحاسبة المقصرين واختصوا"فاطمة الرفاعي"مسئولة التأمين الصحي لعدم إصغائها لمطلب نقل المريض إلي مستشفي المقاولين العرب لتوفر الإمكانيات بها,ومستشفي سان مارك التي أهملت في حقه,ومدير عام أثار بني سويف التي لم تقم بدورها ومخاطبة الوزارة لاتخاذ اللازم واكتفت فقط بدور المشاهد من بعيد

جمال عليش أحد زملاء محمد قال:نطالب جميعا كأثريين بإعادة النظر في مشروع الرعاية الصحية والتأمين الصحي بوزارة الآثار,ومشروع الرعاية الصحية ببني سويف يتعاقد مع مستشفى سانت تريزا وهذه المستشفى لا تستقبل الطوارئ فى حالات الحوادث وترفض عمل الأشعة والتحاليل,وهذا يعني أن أي مصاب في حادث فى بنى سويف معرض للبتر لتأخره فى الوصول الى المستشفى وأن مريض الفشل الكلوي معرض للموت نظرا للتأخر عن جلسة الغسيل الكلوي الم يصل لعلم المسئولين بالرعاية الصحية ان هناك شيء اسمه طوارئ لا تتحمل الانتظار واعتقد ان معظم الأقاليم بها نفس المشكلة

حالة محمد سليمان وقبله المرحوم حمدي عبد الجليل فجرت لدي الأثريين حالة من الغضب الشديد والسخط علي شركة لايف المشرفة على علاج العاملين بالوزارة وما يعانونه من مشاكل فى هذا المشروع,وطالبوا بالنظر في أمرها وتغييرها, صلاح الهادى أثري يعمل بالمجلس الأعلى للآثار وصف المشروع بالخبيث مشيرا إلي أن أقل حقوق الأثري العلاج الأمن والسريع والممتاز,وقال:الموت على الأبواب فى شركة لايف,وقد فاض بنا الكيل من ما يحدث لنا من مشروع الرعاية المسند لها ورغم عقد اجتماع مع المسئولين بها منذ اكثر من 15 يوم فلا جديد وسوف ننتظر قرارات الوزارة حتي غد وبعدها لا مفر من تجمع كل العاملين بالوزارة من كل المحافظات لوضع حد لهذه المهزلة,حيث تحظي القاهرة الكبرى تحظى بنصيب الأسد من هذا المشروع في حين تعاني المحافظات الأخرى أشد المعاناة ,فيما طالب احمد شهاب مهندس ترميم أثار بالمجلس بنظام تامين صحي يحترم أدمية وكرامة المريض‬

وبعد تصاعد حدة الانتقادات الموجهة للشركة,سارعت وزارة الدولة لشئون الآثار بإصدار بيان جاء فيه أنه نظراً لكثرة الشكاوى والتظلمات والنداءات المقدمة من الآثاريين والعاملين بالوزارة فيما يخص المشكلات التي تواجههم مع شركة لايف الطبية التابعة لمشروع الرعاية الصحية المتكاملة بوزارة الدولة لشئون الآثار,جاري جمع كل التظلمات والشكاوى لعرضها على"د/ زاهي حواس"وزير الدولة لشئون الآثار لإيجاد الحل المناسب لها حتى لا تتفاقم المشاكل خاصةً في تلك الفترة الحرجة لتحقيق الصالح العام للجميع.
ومن جانبه,أقر"د- محمد عبد المقصود"الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بوجود مشاكل وقصور في مشروع الرعاية الصحية للأثريين والذي تتولاه شركة"لايف"وقال:ما يحدث تهريج,إما يتم تعديله أو يلغي تماما,لأن القائمين عليه يديرونه بطرقة خاطئة
وأوضح أن نظام التأمين الصحي الحالي يخدم القاهرة فقط ويجعل أثريو المحافظات الأخرى وكأنهم يمولون أثريو القاهرة التي تقدم فيها الخدمات الصحية بجودة ورعاية أما أثريو المحافظات"يموتوا بقي"!
وأشار إلي أن التعاقد مع الدولة فيما يتعلق بالتأمين الصحي كان أفضل ألف مرة من الشركة الخاصة التي تعاقد معها اللواء سامح خطاب رئيس قطاع التمويل بالوزارة,لافتا أن الأثريين هم من يمولون المشروع عن طريق خصم نسبة بسيطة من راتبهم لصالح التأمين الصحي,أي أنهم أصحاب القرار في اختيار الجهة أو المكان الذي يقدم لهم خدمة صحية أفضل وهذا حقهم,وسوف أعرض الأمر علي"د- زاهي حواس"وزير الدولة لشئون الآثار لوضح حد فاصل له تلبية لرغبة أبناء الوزارة الأثريين والعاملين بها وحفاظا علي صحتهم جميعا

تعليقات