كيف قتل الكلب المزيف تلك البراءة؟

كتب / علاء الدين ظاهر

منذ سنوات طويلة والعلاقات بين أذربيجان وأرمينيا تشهد توترا وإتقطاعا لا يحدوه أي أمل في تواصل أو صلح,خاصة أنه يوجد نزاع بيم الدولتين علي إقليم"ناجورنوكاراباخ",وحتي الأن لم تهدأ حرب التصريحات الإعلامية بينهما فيما يتعلق بالخلاف الدائم وأخر فصول تلك الحرب البيان الصحفي الذي أصدرته سفارة أذربيجان بالقاهرة ويتعلق بمقتل طقلة أذربيجانية جاء فيه:

ببالغ الأسف نعلم الرأي العام أنه في أعقاب القتل الوحشي للطفل الأذربيجاني فاريز بادالوف البالغ من العمر تسعة أعوام على يد قناص في منطقة خط المواجهة يوم 8 مارس 2011، ازدادت أعمال الهجوم المتعمد لأرمينيا ضد المدنيين عددا وعنفا।
فقد جرت واقعة أخري مروعة في قرية أليبايلي بمقاطعة توفوز الأذربيجانية الحدودية مع أرمينيا يوم 15 يوليو 2011، حين وجدت أيجن شاهمالييفا الفتاة البالغة من العمر 13 عاما، والتي كانت تلعب بالقرب من النهر الذي ينبع من أرمينيا، دمية مفخخة على هيئة كلب فأخذتها لمنزلها.
ولعدم إدراكها أن الكلب الدمية كان محشوا عن قصد بعبوة ناسفة، بدأت أيجن شاهمالييفا تلعب بالدمية، وحين وضعتها على الطاولة انفجرت العبوة الناسفة داخل الدمية. وأفضي الانفجار إلي قتل أيجن شاهمالييفا مباشرة وإلي جروح عميقة أصيبت بها والدتها إلنارا شاهمالييفا في الفخذ.
ويؤكد مسار النهر الذي ينبع من أراضي أرمينيا، ومدخله المباشر إلي قرية أليبايلي الأذربيجانية المجاورة على إمكانية واحدة لحدوث ما جري، وهي أن دمية الكلب المفخخة قد وضعت عمدا في النهر من قبل الجانب الأرميني.
ومن المؤسف حقا التذكير بأن حادثا مماثلا كانت المخابرات الأرمينية هى العقل المدبر له قد حدث في المنطقة منذ عام 1994، وأسفر عن مقتل صبي وفتاة شابة أذربيجانية.
إن إساءة استخدام براءة وسذاجة الأطفال بجذبهم إلي لعب مفخخة بنية قتل مبيتة لهو أشد الجرائم التي ارتكبت في مناطق النزاع عارا وخزيا.
ووقوع جريمة الإرهاب النكراء هذه بعد مرور بضعة أيام على لقاء بمدينة قازان الروسية لرؤساء أذربيجان وروسيا وأرمينيا في إطار مجموعة مينسك، يستهدف تخريب عملية السلام ويؤكد عدم جدية وعدم رغبة الجانب الأرميني في التوصل إلي حل سلمي للنزاع الأرميني الأذربيجاني حول إقليم قاراباغ الجبلى.
إن جمهورية أرمينيا باستهدافها المنظم للمدنيين الأبرياء، بل وحتى حياة الأطفال الذين تفرض عليهم اتفاقيات جنيف ومواثيقها الإضافية حماية مشددة، تؤكد ازدرائها العميق لمبادىء القانون الإنساني الدولي، وجهلها التام بأية قيم إنسانية وأخلاقية.
وكنتيجة للحرب التي شنتها أرمينيا ضد أذربيجان وللاحتلال العسكري الأرميني لأراضي البلاد، تواصل أذربيجان تجرع المعاناة المتمثلة فى أكبر عدد من اللاجئين والمشردين داخليا في العالم، والذين يمثل الأطفال من بينهم عددا كبيرا. وقد ارتكبت أثناء هذا النزاع أشد الجرائم فظاعة ضد المدنيين ، بما في ذلك الأطفال. وهكذا كان آلاف السكان المدنيين من الآذريين هدفا للقتل المنظم، وتم أسر مئات آخرين على يد أرمينيا، ومازال مصيرهم غير معلوم.
وتواصل أذربيجان تقديم الدعم للأنشطة القائمة للأمم المتحدة وغيرها من الجهات الدولية ذات الصلة من أجل ضمان حماية أكثر فعالية لحقوق الأطفال وتحسين حالة الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح.
إن تصميم أذربيجان فيما يتعلق بهذه القضية ينبع من حرصها الشديد على المساهمة في إنجاز سلام دائم وتنمية مستدامة، ومن واقع خبرتها العملية في معالجة آثار النزاع المسلح على المدنيين بما في ذلك الأطفال.
وقد أشار مجلس الأمن في قراراته ذات الصلة والتي اتخذت عام 1993 ردا على احتلال الأراضي الأذربيجانية بشكل خاص، إلي انتهاكات القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك التهجير القسري لأعداد كبيرة من المدنيين في أذربيجان.
وهكذا، ينبغي اتخاذ تدابير أكثر حزما واستهدافا لحماية الأطفال في حالات النزاع المسلح، ووضع حد للإفلات من العقاب على جرائم الإبادة الجماعية ضد الإنسانية وغيرها من الجرائم المروعة التي ترتكب ضد الأطفال.

تعليقات