مدير الآثار والمعابد اليهودية:ليس من حق إسرائيل أن تشارك في ترميم أثارنا اليهودية!!

حوار / علاء الدين ظاهر

أكد"محسن ربيع"مدير الآثار والمعابد اليهودية بوزارة الدولة لشئون الآثار أن الآثار اليهودية الموجودة في مصر هي أثار مصرية ونحن أحق بالحفاظ عليها من أي أحد وهي لست شبهة كي نتحاشى التعامل معها والحديث عنها
ونفي أن تكون سفارة إسرائيل بالقاهرة قد تقدمت بطلبات للمشاركة في ترميم الآثار اليهودية لأنها غير ذات صفة كي تفعل ذلك,مشيرا إلي أن احترام أحكام القضاء المصري كان السبب الرئيسي في تراجع المجلس الاعلي للآثار عن تسجيل قبر أبو حصيرة كأثر..الي نص الحوار

س – كم يبلغ عدد الآثار اليهودية الموجودة في مصر؟
10 معابد مسجلة ,9في القاهرة و1 في الإسكندرية,و5معابد غير مسجلة وهناك المقابر اليهودية في القاهرة والإسكندرية وليس لها عدد محدد لأنها عبارة عن مساحات معينة منها مقابر جماعية وأخري علي هيئة أحواش ,المسجل منها فقط حوش موصيري في البساتين ,واليهود كانوا موجودين في كل المدن والمحافظات وكان لهم معابد ومقابر ومع الوقت اندثرت ولم تعد موجودة وبعضها ظل مهدما ومهجورا لسنوات طويلة والطائفة اليهودية معابدها لم تعد تقام فيها الصلاة فباعت العديد منها




س – لماذا بعض المعابد ليست مسجلة؟
لأنها حديثة وليست فيها أي عناصر معمارية وأثرية مميزة ,مجرد حوائط وجدران ولا توجد فيها زخارف أو أي أشياء تستحق التسجيل والقانون يقر العمر الزمني 100 عام ويستثني من ذلك أي مبني مميز أو له قيمة تاريخية والمعابد الغير المسجلة لا تتوفر فيها هذه الشروط مثلها مثل كثير من المساجد والكنائس الغير مسجلة كآثار



س - هناك شكاوي أن المعابد والآثار اليهودية في مصر لا تحظي بالاهتمام؟
هذا الكلام غير صحيح ويقال إما لعدم دراية أو لأغراض أخري ,بدليل أن المعابد بعضها تم ترميمه والأخر يجري الترميم له حاليا والباقي مدرج ضمن خطة الوزارة للترميم



س – ماذا عن المطالب بإنشاء متحف للآثار اليهودية في مصر؟
هذا الطلب طرح بالفعل وتكرر عدة مرات خلال الفترة الأخيرة,ربما لشعور اليهود أن أعدادهم قلت كثيرا جدا في مصر والمعابد الخاصة بهم ومنذ فترة طويلة خالية من أداء العبادات والشعائر اليهودية,وهم يرون أن الأشياء الموجودة داخلها من الأفضل توضع في متحف ,لكن موقفنا من ذلك الأمر واضح وأعلنه "د-زاهي حواس" لأن له جوانب أخري يجب مراعاتها خاصة فيما يتعلق بالرأي العام وارتباطه بالأحداث الجارية ولابد من حل الفضية الفلسطينية كي نستجيب لمثل هذه المطالب



س – هل مثل هذه المطالب وراءها أغراض سياسية؟
السياسة دي عالم تاني,خليني انا في الاثار,عاوز أقول ان الاثار اليهودية دي أثار مصرية ,والمعبد اليهودي مين اللي بناه ,يهود مصريين,ده أثر مصري في بلدنا وعلي أرضنا ,ده ملك مصر ولا علاقة لذلك بمن هم خارج مصر ومحافظتنا عليه نابعة من مصلحتنا في الحفاظ علي تراثنا القومي والتاريخي



س – ماذا عن أوراق الجنيزا وأهميتها لمصر؟
كان من عادة اليهود قديما أن يحتفظوا بالأوراق والكتب القديمة خاصة الدينية والتي أصبحت تالفة ولا تصلح للاستخدام وطيقا لمعتقداتهم يدفنوها في مقابر خاصة بها ,كلمة الجنيز تعني الدفن,وأحيانا يضعونها في حجرة بأحد المعابد مثل معبد بن عزرا بمصر القديمة وهي المجموعة الاشهر والأهم في العالم كله لأنها ظلت قرونا طويلة محتفظة بالمواد التي توجد فيها حتي اكتشفها العالم اليهودي" " ومصر في ذلك الوقت كانت تحت الاحتلال الانجليزي وإستطاع هذا الرجل نقلها الي جامعة كمبريدج وأخذت شهرة كبيرة لأنها كانت تضم مجموعة كبيرة من الأوراق اليهودية القديمة كانت تحتوي علي كل ما يتعلق بالحياة اليومية لليهود الذين عاشوا في مصر,زواج وطلاق وعقود البيع والشراء وغيرها ,تمثل رصدا للتارخ المصري لأن اليهود سجلوا فيها حياتهم التي عاشوها علي أرضها من جميع النواحي المختلفة ,تفيد الدارسين والباحثين في التاريخ والدين اليهودي واللغة العبرية,تسجل الحياة الغير رسمية بعيدا عن حياة الملوك والرؤساء وجوانب كثيرة لم يسجلها التاريخ الذي كان يهتم بالنواحي الرسمية



س – ألم تكن هناك محاولات لاستعادتها مرة أخري؟
في ذلك الوقت للأسف كان الاهتمام بالاثار كلها يصفة عامة ضعيف جدا ,لم يكن هناك وعي ولا قوانين سواء عند الناس ولا مسئولين ,وكان ينظر لمثل هذه الاشياء علي أنها شأن ديني خاص باليهود ولا يجب التدخل فيه,عاوزينها يأخذوها ,عددها كبير وبالالاف من الكتب والأوراق والقصاصات



س – هل هناك أماكن أخري بها أوراق جنيزا؟
حوش موصيري مسجل كأثر وبه مقبرة كاملة للجنيزا ,وقد قام المجلس الاعلي للاثار بعمل مشروع في الثمانينات لاستخراج نماذج منها ودراستها بالاشتراك مع معهد الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة وتم نشر نتائج هذه الدراسات ,وأوراق الجنيزا التي تم استخراجها محفوظة الان في دار الكتب والوثائق القومية


س –اليهود المصريين بالخارج يسعون لجمع تلك الوثائق بدعوي أن لهم ممتلكات تركوها في مصر مما كان سببا في انتشار أنباء عن سرقتها وتهريبها؟
لم يحدث هذا أبدا والمرة الوحيدة التي شهدت خروج الجنيزا كانت عام 1869 م,أما بخصوص أملاك اليهود ,اللي عنده حاجة احنا عندنا قضاء وحكومة,وهناك الكثير من اليهود الذين عاشوا في مصر عاوزين يحصلوا علي كل ما يتعلق بالتاريخ اليهودي ,الاأن هذه أثار مصرية ومافيش أي دولة تسمح أن تعطي ممتلكاتها الثقافية والتاريخية لأي أحد بالخارج حدودها ,نحن نحافظ علي تراثنا أيا كان نوعه

س – قبر أبو حصيرة يثير ضجة بالمولد الذي يقام فيه,هل هو أثري؟
القبر حاليا ليس أثرا,والوزارة كانت قد سجله كأثر وتراجعت عن ذلك بعد صدور حكم محكمة بوقف تسجيله

س – وما هي الشروط التي دعت الي تسجيله؟
كونه أحد النماذج للمقابر اليهودية ومحط اهتمام تاريخي بجانب المدي الزمني حيث يرجع تاريخ انشائه الي عام 1882م أي أنه تجاوز العمر الزمني الذي حدده قانون الاثار لتسجيل الاثر,الا أن المسألة ليست تاريخ وزمن فقط وهناك اعتبارات أخري يجب مراعاتها,حيث أقام البعض دعاوي قضائية تفيد تضررهم من هذا القبر لما يثيره زواره من الإسرائيليين واليهود من ضجيج واستفزاز لمشاعر المصريين وطالبوا بإيقاف تسجيله كأثر وما كان من الوزارة الا الالتزام بحكم القضاء

س – وماذا عن المولد الذي يقام فيه؟
ليس لنا علاقة له تماما بإقامة هذا المولد من عدمه,نحن جهة مهمتها الحفاظ علي الاثر سواء اسلامي أو يهودي أو قبطي,أما الموالد والاحتفالات التي تقام فيه شأن ديني لا نملك سلطة منعه أو إقامته


س- ما صحة قيام بعض اليهود والإسرائيليين بزيارة المعابد اليهودية واقامة طقوس دينية غامضة فيها؟
دورنا الحفاظ علي الاثر ,وأية طقوس أو احتفالات أومعتقدات ليس لنا علاقة بها وتخص أصحابها ولا نتدخل فيها ,ولا نملك سلطة منع الشعائر أو زيارة السائحين للمعابد أيا كانت ديانتهم


س – تتردد أنباء من حين لأخر عن سرقة أثار يهودية وتهريبها للخارج؟
هذا الكلام غير صحيح تماما لأن المعابد والمقابر اليهودية مؤمنة تماما وعليها حراسة ومفتشو الاثار يمرون عليها بصفة دورية مثل باقي الاثار الموجودة في مصر


س-هل حراسة المعابد اليهودية تأخذ شكلا مضاعفا نظرا لحساسية الظروف التي نعيشها؟
لا نقدر أن نقول أنها غير عادية ,لكنها قوية باعتبارها أثارا مصرية يتردد عليها زوار من مختلف الجنسيات


س – هل ترميم الاثار الاسلامية والقبطية جاء علي حساب الاثار اليهودية؟
بالطبع لا,لكنها مسألة نسبة وتناسب,الأثار اليهودية قليلة ولا تضاهي الاثار القبطية ولا الاسلامية,كما أن حالة الاثار هي التي تحكم بغض النظر عن نوعه,عندما يكون لدينا أثر علي وشك الانهيار لابد أن نبدأ به ,وجميع الاثار تحتاج الي صيانة حتي التي تم ترميمها لا بد وأن تجري لها عمليات صيانة دورية ,وبالتأكيد لا توجد لدينا قدرة علي ترميم الاثار كلها في وقت واحد ,هناك أولويات


س – من هو فرعون الخروج؟
حتي الان لم يعرف من هو,وان كانت أراء ترجح أنه اما رمسيس الثاني أو ابنه مرنبتاح,لكن الموضوع صعب والتهمة سيئة جدا وليس من السهل لصقها بفرعون عظيم مثل"رمسيس الثاني" الذي ترك أثارا عظيمة وانتصارات طالما أننا لسنا متأكدين,واليهود يلصقون هذه التهمة بفراعنة عظام ليشوهوا صورتهم في التاريخ ,لذلك يجب أن نكون حذرين جدا في تحديد من هو فرعون الخروج,والاثار المصرية لا يوجد بها أي دليل علي من هو فرعون الخروج,وربما عدم معرفة من هو حتي الان حكمة من الله كي يكون رمزا للحاكم السيء الذي يضرب به المثل في الظلم والكبر,كما أنه لايوجد أي دليل قاطع علي ذكر يهود بني اسرائيل في الاثار المصرية,ولا شاهد ولا لوحة ولا حجر,حتي اللوحة الموجودة في المتحف المصري وتسمي"لوحة مرنبتاح" التي يتحدث فيها عن انتصاراته ,جاء فيها جملة"قضي علي بذرة بني اسرائيل" وهذه الكلمة مشكوك في ترجمتها,وحتي لو صحت ,هذا لايعني أن مرنبتاح هو فرعون الخروج


س- هل هناك حساسية في التعامل مع الأثار اليهودية في مصر؟
لابد أن نتفق علي أن الأثار اليهودية أثار مصرية ولا يصح أن نقول لا علاقة لنا بها طالما أنها يهودية ,ينفع تكون حاجة في بلدنا ونقول مالناش دعوة بيها واللي عاوز يأخذ حاجة يأخذها مع السلامة ولا ندرسها ونتعرف عليها ونجيب جهات أخري تدرسها واحنا نقعد نتفرج زي ما كنا زمان بنبص للاثار الفرعونية علي انها أوثان ومجموعة من المساخيط واللي عاوز يأخذ حاجة يأخذها لحد ما أصبحت متاحف العالم ممتلئة بالآثار المصرية ,هل يصح هذا الكلام ؟
هل ينفع نقول ان الانتاج السينمائي والفني الذي أبدعه فنانون مصريون عاشوا وماتوا يهودا مثل داوود حسني لا علاقة لنا به ولا نسمعه ونشاهده ,لازم يكون عندنا وعي شوية


س – هل كونك مديرا للاثار اليهودية يسبب لك حرجا؟
ليس حرجا بالمعني المفهوم وهذا الموضوع يتعلق بوعينا أن هذه أثارا يهودية وموقعي كمدير للاثار اليهودية تكليف وعمل لابد أن أنفذه ,ودعنا نتساءل من يرممون الاثار اليهودية؟هل هم يهود؟ انهم مصريون مسلمون ,ونحن نحافظ علي هذه الاثار لأنها تراثنا وتاريخ بلدنا


س – فكرة ضم المقابر اليهودية في البساتين للآثار أحدثت جدلا؟
"د – زاهي حواس" ,شكيل لجنة بحثت الموضوع وتوصلت إلي أنه لا يحتوي علي أية عناصر معمارية أو زخارف أو أثرية مميزة أو تصلح أن تكون أثارا ورفعت تقريرها الي اللجنة الدائمة للآثار التي أيدت رأيها بعدم الموافقة علي تسجيل تلك المقابر كأثار,والمسجل منها فقط ومنذ الثمانينات هو "حوش موصيري " وسط عدد كبير من مقابر اليهود في المنطقة


س – سيناء احتلت لفترة من الإسرائيليين وادعوا وجود أثار يهودية فيها؟
أثناء الاحتلال قام الإسرائيليون بعمل حفائر كثيرة في سيناء واستخرجوا منها أثارا كثيرة كلها تعود لعصور مصرية تاريخية مختلفة ولم يكن فيها أبدا أية أثار يهودية ,هذه الاثار عرضت في اسرائيل لفترة ثم استعادتها مصر كاملة


س- ألم تتقدم السفارة الاسرائيلية في القاهرة بطلب للمشاركة في ترميم الاثار اليهودية؟
لا ,ثم اذا حدث بأي صفة تتقدم السفارة بهذا الطلب,هناك أصول وقواعد والسقارة ليس لها أي صفة تعطيها الحق في التقدم بمثل هذا الطلب

تعليقات