قصة اخطر اربع ساعات لي في العباسية

مصطفي أبو حسين / أثري
اردت ان احكي هنا فقط لحظات شعرت فيها ولاول مرة بضعف وخوف شديد جدا .....لم اشعر تلك الاحاسيس ابدا ولو لمرة واحدة في حياتي مررت باكثر من ذلك منذ عملي بالسياسة في مطلع التسعينات وعندما انضممت لاول مرة في حياتي لاول حزب سياسي وهو حزب مصر الفتاة عام 1989 

بعد عمليات الكر والفر في العباسية المتكررة وبعد مشاهدتنا لاحدي طائرات الهليكوبتر تحلق فوق رؤسنا وعلي مقربة شديدة منا .....انهالت بعدها ضربات من العسكر بطريقة غشيمة جدا وعشوائية للغاية ....افترقت انا ومن كان معي في العباسية حيث كنت في رفقة كلا من اخي اسامة كرار واخي عصام الدين محمود ......ونظرا لانشغالي لتوثيق الاحداث بالكاميرا .....افترقنا اكثر من مرة وكنا نلتق بعدها فورا مرة اخري .....حيث افترقنا اخر مرة ولم نستطع ان نلتقي بعدها في منطقة العباسية مرة اخري .
--------------------------------------------------------------------------------------
تكررت الاتصالات بيني وبين اخواني اسامة كرار وعصام الدين محمود اثناء اشتداد الضرب ما بين خراطيش وقنابل غاز شديدة التأثير جدا فجرينا كل في منطقة مختلفة حيث اننا ليس لنا في منطقة العباسية حيث انها منطقة ضيقة جدا ولا نعرف مداخلها ومخارجها ....وتختلف تلك المنطقة تماما عن بيتنا --ميدان التحرير ---حيث اننا حفظنا ذلك الميدان عن ظهر قلب ونشعر فيه دائما بالامن والامان
--------------------------------------------------------------------------------------
اخر اتصال تليفوني كان بيني وبين اخي عصام يخبرني ان اذهب اليه عند مسجد النور بالعباسية وان اسير اليه بشرط ان يكون المسجد علي يساري حيث كان في انتظاري هناك هو واخي اسامة ....ولكن مصيبتي دائما انني دائما ممسك كاميرتي حيث هوايتي في تسجيل وتوثيق الاحداث بنفسي......واثناء الجري كان يتساقط امام عيني فتيات ونساء وكبار السن وانا منهم طبعا .....حتي اتجهت خطأ الي شارع رمسيس ..وفوجئتا بكثير من البلطجية في انتظارنا هناك وتبادلنا الرشق بالطوب والحجارة وكان البلطجية معهم السنج والسيوف ومن شدة الزحام كنانتساقط واحد تلو الاخر .....
-------------------------------------------------------------------------------------
ومما اثار دهشتي اانا واثناء جرينا كان علي يميني مستشفي الدمرداش و شاهدت عشرات من قوات الامن المركزي واقفون بداخلها كانه تم التخطيط لعمل كمين لنا هناك ...حيث من ورائنا قوات من الشرطة العسكرية وامامنا البلطجية باسلحتهم البيضاء وعلي يميننا جنود الامن المركزي مختبئون
-------------------------------------------------------------------------------------
اتجهت الي يساري اثناء الجري وراء مجموعة اتجهت الي مدخل صغير ..ثم فوجئنا بانه مسدود فراينا بناية مفتوحة دخلنا اليها مسرعين واختبئنا وراء بوابتها الحديدية حيث شهدنا بداية لظهور عدد من البلطجية الذين كانوا يسيرون نصفهم الاعلي كاد ان يكون عاريا وبعضهم كان ملثما ومعهم سيوف وسنج وعصا شوم ...ثم فوجئنا بان احدهم رانا من خلف البوابة الحديدية وبدأ في مناداة العسكر وسالنا من وراء البوابة انتم بتعملوا ايه هنا يا ....<ك.... يا ولاد ال.....>وغيرها من الشتائم القذرة ونادي بعلو صوته مناديا احد الجنود قائلا ..تعالي هنا يا دفعة ..ولاد ال.........مستخبين هنا .....ثم احكمنا غلق البوابة الحديدية جيدا وصعدنا الي فوق سطح البناية التي كانت مكونة تقريبا من ستة ادوار .....
-----------------------------------------------------------------------------------
واثناء صعودنا قابلنا رجل من ساكني البناية وكان خائفا جدا منا حيث ظن في اول الامر اننا من البلطجية ولكننا طماناه واظهرنا له اثباتات هويتنا وكان معنا كريما حليما ربما لانه شاهد معنا سيدات.
وايضا كان من وقت لاخر يصعد لنا فوق البناية وهو وسيدة اخري من نفس العمارة يتابعنا بالاخبار اولا بأول .....وكلما نظر احدنا من فوق البناية من خلال احد الثقوب الي اسفل الشاعر نري البلطجية لا زالوا وقفين متربصين لنا وهم يرقصون رافعين السيوف ....
-------------------------------------------------------------------------------------
وفي هذه اللحظة تحديدا بدأ احساسي بانني بيني وبين الموت دقائق .....حيث اتصل بي وقتها الاستاذ صلاح الرشيدي ود/ خالد ابو الحمد واخي اسامة كرار ..فاستغثت بهما وطلبت منهما ان يعلنا علي الفيس بوك ان ياتي الينا احد من اصدقائنا في العباسية ريما يسهل ذلك الامر انه يعرفني وانني كنت في طريقي اليه .....وطلبت من الاستاذ صلاح وقتها ان يتشاهد علي روحي ومن هذه اللحظة بدأت في تكرار الشهادة وحسبنا انفسنا اننا علي وشك مفارقة الحياة ...
--------------------------------------------------------------------------------------
وقد فكرنا وقتها ان نسلم انفسنا الي الشرطة العسكرية فذلك كان سيكون اهون بكثير من ان ينالنا البلطجية ...ولكن صرفنا نظرنا عن هذ الفكرة عندما شاهدنا حوارات تتم بين البلطجية والعسكر وهم مبتسمين ضاحكين ....فعرفنا انه لا فرق الان بين البلطجية والعسكر فكلاهما مكمل للاخر
--------------------------------------------------------------------------------------
وقد قمت باغلاق احد التليفونات وتركت الاخر مفتوحا ولكنني جعلته في حالة صامت نظران لان نغمته صوت ..يسقط يسقط يسقط حكم العسكر ....وطبعا ما اذا سمعه احد البلطجية كان وقتها سيكون له رأي اخر.......
صعد الينا البلطجية فوق السطوح محميين من الشرطة العسكرية من اسفل البناية ...وبمجرد صعودهم الي السطح بدأو في الضرب بطريقة عشوائية بالشوم والعصا والبعض الاخر رافع السيوف وادوات حديدية ملوحين بها الينا وقالوا باننا سنقتلكم يا ولاد ال.............وفي هذا اللحظة تحديدا بدات ارمي العلم جانبا وبعض مظاهر الثورة في ملابسي وطاقيتي ةكل ما يرمز للثورة ...ومن العجيب انني وجدت في جيبي كارنيه الصحافة الخاص بنقابة العاملين بالصحافة والطباعة والاعلام ..فقررت ان استخدمه مدعيا انني صحفيا جئت الي هنا لاغطي الاحداث ولم يصدقوني في اول الامر وبدأو في ضربي بايديهم والعصا ..وفي نفس الوقت يضربون الباقين ضربا مبرحا بشتي انواع الطرق ......ثم قسمونا الي قسمين قسم منا اختفي وهم ذو اللحي والجلباب..وانا واثنين اخرون مع الاربع سيدات في جانب اخر ....
-------------------------------------------------------------------------------------وتم اصطحاب كل من كان يرتدي جلباب عن طريق العسكر مع البلطجية وهم يضربون ورايت دماءا قد سالت علي اجسامهم ..وفي هذا اللحظة رايت العسكر يعودون بعد ان طردوا جميع الثوار تقريبا الي منطقة غمرة ...والتف حولهم البلطجية وبعض من اهالي العباسية الذي اكن لهم كل احترام لاسباب ساذكرها لاحقا ....
اصبحت الشوارع شبه فاضية تماما الا من سكان العباسية والعسكر وكثيرون من البلطجية ذو الوجوه الكريهة والاشكال القذرة ....استطعت ان اقنعهم في النهاية انني صحفي بالعل في احدي مطبوعات الاثار وذكرت لهم اسم مجلة تطبع من خلال الوزارة .....وانني جئت في مهمة تغطية الاحداث ...طبعا مكتوب علي احد وجهي الكارنيه صحافة والوجه الاخر مكتوب اللجنة النقابية للعاملين باثار الوجه البحري ....حيث توقعت وقتها انهم سيسالوني ما دخل الاثار بالصحافة .....
--------------------------------------------------------------------------------------
وظللت اسب في رئيس تحرير المطبوعة واني اصلا لا اعرف اسمه فاخترت اسم وهمي ..ولاول مرة في حياتي فهمت ان النفاق والكذب مطلوب في هذه الحالة تحديدا ...فاما ان اواصل كذبي ونفاقي او يحدث لي ما لا يحمد عقباه في التو واللحظة ......وافهمتهم انني كنت في شرم الشيخ وعدت امس فقط لتغطية الاحداث لان البيه رئيس التحرير طلب ان يضيف صفحة سياسية للمطبوعة ....وسالوني من ستنتخب ..فقلت لهم بانني سانتخب اما احمد شفيق او عمرو موسي او خالد علي ...وبدات اظهر لهم تمردي علي ما يحدث الان وانني كنت افضل ان ننتظر حتي اتمام الانتخابات وليختار الشعب بنفسه من يريد ......
-------------------------------------------------------------------------------------
كل تحية وتقدير لاهالي العباسية الحقيقيين الذين جالستهم
***********************************************
ثم انضم الينا نفر من اهالي العباسية وسالوني هل نحن بلطجية قلت لهم بالطبع لا وهذه كلمة حق وليست نفاقا ذكرتها ...لانني فعلا بدأت اشعر بالامن وقتها وتبادلنا الحديث وتعرفت علي بعضهم وطبيعة اعمالهم ...والغريب ان اهالي العباسية انفسهم بدأو في سب المشير والمجلس العسكري .....وفي هذه اللحظة كان بيان المجلس العسكري يذاع في التليفزيون واعلن حظر التجول من الحادية عشرةمساءا حتي السابعة صباحا .......
--------------------------------------------------------------------------------------وطمانني اهالي العباسية انني في امان الان وان عليا ان لا اخاف بعد ان اظهرت لهم بطاقتي والكارنيه مرة اخري ..وطلبوا مني ان اذكر كلمة حق فيهم انهم ليسوا بلطجية وان هؤلاء البلطجية ليسوا من سكان العباسية ..وانا ااوكد هذا القول فعلا ....لاني من خلال اربعة ساعات كنت اتامل المحيطين بي ..ورايتهم ناس ذو ملامح طيبة وابناء بلد بحق ورأيت فيهم شهامة ....وبدات اعمل معهم حوارات اشبه بالحوارات الصحفية عن تلك الاحداث ومدي تاثيرها علي الناحية التجارية والاقتصادية في المنطقة ...وشعت فعلا انني صحفي وتقريبا اتقنت الدور .....ووعدتهم بانني سازورهم مرة اخري زيارة ودية لاعرض لهم ما سيتم نشره .....وفي هذا اللحظات كانت تاتيني مكالمات ولن استطع الرد علي معظمها خوف من ان يخرج صوت الطالب ويسمع صوته من هم بجانبي .....وفتحت التليفون فقط علي اخي اسامة كرار والمحت له انني جهزت التحقيق الصحفي وساقبله بعد قليل في الهرم حيث مكان الجريدة ..وكان اسامة يرد عليا بانه في انتظاري في التحرير.هههههههههههه...وكررت له حتي يفهم انني ساقبله في الهرم او بالمتحف المصري ....وعليه ان يحجز صفحة لي في المجلة حتي انشر ما انجزته ......
-----------------------------------------------------------------------------------
جائني في تلك اللحظة تليفون من د/ هاني حنا عضو مجلس امناء الثورة ومدير عام في قطاع الترميم ..ليطمأن عليا وكنت ساعتها في معية الاهالي ولكنني استملت جانبا وكلمته بهدؤؤ خافضا صوتي ,,فشكرا للدكتور هاني لاتصاله بي في تلك اللحظة
-----------------------------------------------------------------------------------
وفي النهاية كان الاهالي خائفين علي جدا ان اغادر المكان وحدي خوفا عليا من البلطجية المحيطين بالمكان وودعتهم ومعي بعضهم حتي اوقفوا لي تاكسي وطلبت منه ان يقودني الي ميدان رمسيس وبعد ان استقليت التاكسي قلت له ان يتجه الي ميدان عبد المنعم رياض ...
-------------------------------------------------------------------------------------
ومن الطريف ان انضم اليا في التاكسي شخصان احدهما قال انه صحفي في الاهرام والاخر قال انه صحفي في جريدة المصري اليوم .......وبمجرد وصلت الي ميدان عبد المنعم رياض شعرت بنسيم الحرية وشعرت انني في مكاني الطبيعي ميدان التحرير ..ووقت ان كنت متجها الي ميدان التحرير رايت في طريقي قناة النهار تسجل فذهبت اليهم وحكيت لهم القصة كاملة ...حتي بضع دقائق ولمحت اخي اسامة كرار ورائي كان في طريقه ليخرج سيارته من جراج عبد المنعم رياض ...واصطحبني مع في سيارته برفقة الاستاذ عز العرب الي ميدان التحرير ..وهناك التقيت احبائي ,,,,ا/ عصام الدين محمود واخي محمد عبد الله
------------------------------------------------------------------------------------
وفي النهاية اتقدم بجزيل الشكر الي هؤلاء الذين كانوا دائمين الاتصال بي علي الرقم المتاح وقتها ..
/اخي اسامة كرار ..اخي عصام الدين محمود ..اخي د/ خالد ابو الحمد من الاسكندرية ....اخي وجدي ///ا / صلاح الرشيدي الذي ابكاني وابكيته ساعة احساسي بانني علي وشك الموت
واختي / انجي سمير واختي شيماء عبد المطلب واخي احمد ابراهيم الذي كان في وضع اخر في التحرير مماثل لوضعنا هذا في العباسية ولم اتمكن من متابعة ارقام اخري كانت تتصل حيث فصل موبايلي اثناء عودتي الي بيتي في الثالثة صباح يوم السبت 5/5/2012 وشكرا لكل من حاول الاتصال بي علي رقمي المغلق وقته ولم يتمكنوا .....الله اكبر ولله الحمد وستظل مصر دائما في القلوب

تعليقات