في الوقت الذي تعد فيه منطقة"باب زويلة"من أشهر المناطق الأثرية
بالقاهرة حيث تحتوي علي حوالي 18أثرا إسلاميا تمثل كنوزا سياحية ثمينة,تبدو
المنطقة للناظر من أعلي الباب وكأنها غارقة في مستنقع من الفوضى والإهمال ومحاصرة
بكميات رهيبة من التعديات والمخلفات تشوه تاريخها
المنطقة رغم كل هذا تمتلك من المقومات ما إذا أحسنا استغلالها يمكنها أن
تدر دخلا ماديا كبيرا للآثار والسياحة,"طلعت محرم"مدير عام ترميم أثار
شمال القاهرة فطن إلي هذا وأعد مشروعا لترميم وتطوير باب زويلة والمنطقة المحيطة,وتقدم
به إلي وزارة الآثار,ووعده"د/مصطفي أمين"الأمين العام للمجلس الأعلى
للآثار بدراسته جيدا وبحث السبل الممكنة لتنفيذه
طلعت قال أن المشروع يهدف إلي تأكيد حقيقة مهمة في العمل الأثري وهي أن
العمل لا ينتهي بمجرد ترميم الأثر بل يمتد ليشمل تطوير المنطقة المحيطة"بيئة
الأثر"والتي تؤثر في المبني الأثري إما سلبا أو إيجابا
والتي يجب أن يؤثر فيها وجود المبني الأثري ليكون مركز للإشعاع الثقافي
والمعرفي ونواة لتطوير الإنسان المصري في تلك المنطقة,وهنا يصبح الأثر ذو قيمة
وبعد اجتماعي إضافة إلي قيمته التاريخية مما يساعد علي زيادة التدفق السياحي علي
تلك المناطق 
المشروع يتضمن عدة مراحل أبرزها إعادة استخدام سقيفة رضوان وترميم باب
زويلة وسبيل وكتاب نفيسة البيضا وتطوير المنطقة المحيطة وإعادة استخدام بعض
المباني لتنشيط الحركة الثقافية والسياحية
ويؤكد طلعت محرم أن المشكلة الأساسية التي يعاني منها الأثر وتؤثر سلبا
عليه هي البيئة المحيطة والتي تشكل المحلات التجارية غالبيتها لا سيما التي تتعامل
في المواد الكيماوية أو التي بها مصدر لهب الأمر الذي تسبب من قبل في حريق
بالبوابة وأجزاء من سبيل نفيسة البيضا بعد الانتهاء من ترميمها بقترة قصيرة,كذلك
تشويه صورة الأثر من خلال أكوام القمامة التي تعلو المنازل المحيطة
وحول الوضع الراهن للباب يقول أنه لا زال يحتفظ بالمثير من رونقه حيث توجد
الأبراج ومئذنتي المؤيد مما يجعله أحد الآثار الإسلامية الهامة التي يهتم طلبة
الآثار بدراستها,إلا أن معظم الزخارف اختفت تماما ويقع بامتداد المنطقة المحيطة به
عدد من المحلات التجارية وعلي مقربة منه تقع منطقة الخيامية التي كانت تشتهر فيما
مضي بصناعة الخيام وأمام البوابة يوجد مسجد الصالح طلائع
يذكر أن باب زويلة بناه"جوهر
الصقلي"عام 1092ميلادية,وتعود كلمة زويلة إلي إحدى قبائل البربر التي شاركت
جوهر الصقلي في فتح مصر,وأصل الكلمة قادم من كلمة"زول"بمعني رجل,ويشتهر
الباب بين العامة باسم"بوابة المتولي"وهو الشخص الذي كان يجمع الضرائب
في العصور الإسلامية القديمة ويدعي"متولي الحسبة",ويعتقد أهل المنطقة أن
روح هذا الشخص تظهر حتى الآن علي الباب في أوقات مختلفة من العام
تعليقات