تفاصيل مثيرة لمواجهة مرسى وقائد الحرس الجمهوري قبل ثورة 30 يونيو


 «المعزول» يحاول إغراء قائد الحرس بمنصب وزير الدفاع.. و«زكى» يرد: «ليس بيننا خائن»
تنفرد «الوطن» بنشر تفاصيل اللقاءات الأخيرة بين قائد الحرس الجمهورى اللواء محمد زكى والرئيس المعزول محمد مرسى والخلافات الشديدة التى حدثت بينهما وما دار فى الغرف المغلقة، وفقاً لمصادر عالية المستوى فى قيادة الحرس الجمهورى.
15 يونيو.. البداية
اندلاع شرارة الخلافات برفض قائد الحرس الجمهورى اعتقال قادة الحركات الشبابية وعلى رأسها «تمرد»، واعتقال رجال أعمال بتهمة تهديد النظام الجمهورى وقلب نظام الحكم، حيث كان رد قائد الحرس صادماً للرئيس السابق «لن نعتقل أى فرد، لو هناك مؤامرة فدورنا حماية سيادتك وحماية النظام الجمهورى دون اعتقال أى شخص دون أسباب، ليس لنا دور سياسى ولن نقف فى وجه المتظاهرين».
قائد الحرس الجمهورى يمنع «مرسى» من السفر بعد اكتشاف مؤامرة من المخابرات التركية
حاول «مرسى» تغيير قائد الحرس الجمهورى فى ذلك الوقت وإزاحته بعيداً عن المشهد، لكنه فشل نتيجة تمسك القيادات العسكرية والحرس الجمهورى به، وكانت هناك اعتراضات كبيرة من رئيس الديوان ونائبه على قائد الحرس وقال له السفير رفاعة الطهطاوى ذات مرة: «كفاءتك تمنع إقالتك من منصبك».
22 يونيو.. اجتماعات مكثفة ومحاولة صد الثورة
قال مرسى لقائد الحرس الجمهورى «هناك مؤامرة ما تحاك ضدى من أجهزة داخل البلاد وقد يتورط فيها شخصيات عسكرية للإطاحة بى»، فغضب قائد الحرس الجمهورى قائلاً: «الجيش لن يقوم بمثل هذا النوع من المؤامرات، وأخلاقنا لا تسمح بذلك ودورنا حمايتك دون التعرض للشعب».
26 يونيو.. قائمة اعتقالات بحوزة مدير مكتب الرئيس
وضع أحمد عبدالعاطى مستشار الرئيس فى جيبه، أثناء كلمة الرئيس فى 26 يونيو، قائمة اعتقالات ضمت شخصيات أمنية ومستشارين وضباطاً بجهات مختلفة، أُعدت من قبل مكتب الإرشاد، وحدثت مشادة عنيفة على أثرها، قال قائد الحرس الجمهورى لـ«عبدالعاطى»: «إحنا مش شغالين عند حد إحنا شغالين عند البلد دى كلنا»، ورفض هذه القائمة عندما اجتمع مرسى به مرتين، إحداهما فى مساء 26 عقب الخطاب.
27 يونيو.. مشادة عنيفة بين «مرسى» و«زكى»
حدثت مشادة عنيفة جعلت الرئيس السابق يهدد الجميع قائلاً «الشرعية هناك من يحميها إذا كنتم لن تحموها أنتم» فكان رد قائد الحرس الجمهورى «الشرعية شرعية شعب وسنظل طرفاً محايداً كما كنا من قبل وحتى اليوم، سنكون محايدين ودورنا حماية سيادتك دون المساس بأى من المتظاهرين أو الوقوف ضد أى تظاهرات سلمية أو اعتقال أشخاص، وإذا شعرنا بمؤامرة من واجبنا أن نتحرك ولكن ليس هناك شىء من هذا».
 ملايين المصريين أثناء خروجهم الكبير للمطالبة بعزل «مرسى» «صورة أرشيفية»
هنا تدخل «عبدالعاطى» وأيمن هدهد مستشار الرئيس للشئون الأمنية، قائلين «إحنا نعرف ندافع عن الرئيس كويس وورانا ملايين كتير ممكن يولعوا البلد دى» فكان رد قائد الحرس أكثر قوة بقوله «عندما يتحدث قائد الحرس الجمهورى للرئيس عليكم التنحى جانباً، والحرس والجيش لن يسمحوا بالفوضى». فقال هدهد «إذا كنتم مش هتسمحوا بالفوضى عليكم تنفيذ ما يقوله الرئيس حفاظاً على البلاد واعتقال خيوط المؤامرة التى تدبر من الفلول ورجال الأعمال ومتآمرين للحفاظ على البلاد». فرجع قائد الحرس الجمهورى قائلاً له «تنحَّ جانباً، حديثى ليس معك ولن نعتقل أى شخص واستقالتى جاهزة فى أى وقت ولكن لن أسمح بذلك ولن نكون أداة فى يد أحد». فقال مرسى لقائد الحرس «أنا الرئيس والشرعية معايا، ومحاولة هز استقرار البلد أو تهديده له عواقب وخيمة على أى جهة فى البلد».
28 يونيو.. برقية من زكى لوزير الدفاع
أرسل قائد الحرس الجمهورى برقية فى تمام الثانية عشرة لوزير الدفاع تكشف عن نية الإخوان الاعتداء على المتظاهرين بتخطيط مع موظفين من الرئاسة، وتضمنت البرقية أسراراً خطيرة كشفت عن تجسس «هدهد» على قيادات أمنية وعسكرية، وأن مخابرات الحرس الجمهورى كشفت عن التخطيط للاعتداء على متظاهرين بواسطة ميليشيات، وعلى أثرها تقوم قيادة الحرس بالاجتماع لتعديل الخطة الأمنية وإحكام السيطرة على محيط الاتحادية، على أن تحدث الاتصالات عبر خطوط آمنة تابعة للقوات المسلحة، نتيجة محاولات تجسس من قبل الإخوان على القيادات العسكرية والأمنية. وبالفعل كانت هناك محاولات مستميتة من الإخوان، حيث عثر الحرس الجمهورى على أجهزة تنصت داخل عدد من الأماكن المهمة داخل قصر الاتحادية وتم تركيبها بعناية وهى أجهزة شديدة الحساسية. وصدرت تعليمات للتعامل عبر خطوط آمنة للقوات المسلحة لا يمكن التجسس عليها أو تعقبها، وكانت هناك هواتف خاصة بهذه القيادات للتعامل عبرها ومنع الوصول إليها.
28 يونيو.. اجتماع الضباط فى مقر عابدين
اجتمع قائد الحرس الجمهورى فى قصر عابدين بكافة الضباط والقيادات بأفرع وحدات الحرس ومخابرات الحرس وكانت رسالة قائد الحرس واضحة «كل منا إنسان ويحب من يشاء ويكره من يشاء ولكن واجبنا حماية الجميع وعدم السماح بإراقة الدماء وحماية الشعب واجب ولسنا مع أحد ضد أحد وانتماؤنا جميعاً للشعب وإذا كان هناك أى ضابط لا يريد المشاركة سأعذره» لكن كافة الضباط طلبوا المشاركة فى التأمينات، فقال «لن نسمح بالاعتداء على الشعب ودورنا الحفاظ على النظام» وتم تسليم تعديلات فى الخطة بوجود قوات من الحرس الجمهورى فى قصر البارون وتركيب رشاشات مياه دفع كبيرة ووجود قوات من الحرس داخل نادى الحرس الجمهورى مدعمة بمدرعات رشاشات مياه، وطلقات صوت، مع التأكيد على كافة القيادات بمنع الذخيرة الحية إلا بعد الرجوع للقيادات، فى حالة الطوارئ، وتم تسليم أجهزة لاسلكى خاصة للتواصل مع القيادات مباشرة، والتعامل وفق خريطة وتعليمات تم تعميمها لمنع اعتداء الإخوان على المتظاهرين فى 30 يونيو، مع إغلاق القوات مراكز وصول الإخوان، خاصة أن المخابرات قدمت تقارير لقائد الحرس تكشف نية الإخوان احتلال الاتحادية، وتم تسليم الأسلحة الخاصة بالضباط والتنبيه عليهم بضرورة التعامل بحذر وضبط النفس. وكانت خطة الانطلاق من مقر تأمين الحرس الجمهورى بعابدين مع تعليمات كافة المبانى التابعة للحرس مع تأمين مبنى ماسبيرو وعدم إذاعة أى بيانات مهمة أو خطابات إلا من خلال المرور على قائد الحرس الجمهورى أولاً.
وجرى تجهيز استراحة القناطر لاستقبال الرئيس السابق محمد مرسى حرصاً على سلامته، لكنه رفض وفضل البقاء فى قصر القبة ولكنه ذهب إليها فيما بعد دون أن يعلم أحد ضمن خطة أمنية ولكنه لم يستمر بها.
«أسامة» نجل «مرسى» يشتبك لفظياً مع الحرس ويقول: «هنقتل أى حد يحاول المساس بالكرسى»
29 يونيو.. مرسى يأمر الحرس بإغلاق «الاتحادية» بالدبابات.. والحرس يرفض
احتد مرسى وطلب إغلاق قصر الاتحادية بالمدرعات والدبابات والجنود ومنع التظاهر فى محيط الاتحادية، لكن قائد الحرس الجمهورى قال «لن نخرج بره أبواب القصر لنحتك بالمتظاهرين سنحمى سيادتك وأسرتك وأى مكان توجد فيه ولكن لن نصوب طلقة واحدة ضد المتظاهرين وخروجنا أمر غير مرغوب فيه والضباط يرفضون ذلك» ثم قال حاسماً «سنتعامل بكل حزم مع أى محاولات للاعتداء على المتظاهرين» لتنشب مشادة عنيفة بينهما تنتهى برحيل قائد الحرس.
1 يوليو.. مرسى يحاول إغراء قائد الحرس.. ومنع «الرئيس» من السفر
استدعى مرسى قائد الحرس الجمهورى على وجه السرعة وتحدث معه عن توليه منصب وزارة الدفاع، وكان هذا الحديث سبقه اتصالات للرئيس المعزول بالإدارة الأمريكية واتصالات مع قيادات فى الجماعة، ورغم عدم شعور مرسى بالارتياح لقائد الحرس إلا أنه حاول ذلك. وكان قائد الحرس جاهزاً بالرد قائلاً «ليس بيننا خائن، ودورى حماية الوطن والمواطنين وهناك وزير دفاع يقوم بواجبه مثل باقى القيادات»، وانصرف على الفور وكل ما حدث تم إطلاع السيسى عليه.
وفى غضون ذلك حاول مرسى تدبير عدد من الزيارات للخارج وكان ذلك وقت خطاب القوات المسلحة، لكن قائد الحرس الجمهورى منع مرسى من مغادرة البلاد فى ذلك التوقيت إلى تركيا.
كان رئيس المخابرات التركية وراء فكرة سفر مرسى فى ذلك الوقت لحين وضوح الرؤية، لكن تم كشف المؤامرة ومنعه من السفر.
 محمد مرسى
وقال قائد الحرس للرئيس مساء ذلك اليوم «استجب لإرادة الشعب حرصاً على سلامة الوطن» فرد مرسى «أنهى شعب الشعب الحقيقى هو اللى ورايا مش هيسيب الشرعية تهتز وهى مش فوضى إحنا حكومة مدنية منتخبة بإرادة شعب مش هنرجع لورا تانى». كان الحرس الجمهورى يتولى خلال ذلك تأمين مرسى ونقله إلى مكان محبسه بعد ذلك، على فترات، إذ كان موجوداً فى إحدى استراحات الحرس.
وعندما جرى اعتقال «الشيخة» وجد معه «تليفون ثريا»، وكان آخر اتصالاته بأشخاص داخل فلسطين، وعليه رسائل تقول «ابدأوا التحرك فوراً لحماية الرئيس».
«مرسى» يكلف «زكى» باعتقال مستشارين ورجال أعمال وقيادات أمنية

فيما دار اشتباك لفظى بين أسامة نجل محمد مرسى وضباط الحرس الجمهورى، إذ قال «هنقتل أى حد يحاول المساس بالكرسى، إحنا مش هنرجع لحكم العسكر تانى فاهمين يعنى إيه».

تعليقات